يوم المباهلة مع سماحة الشيخ عبد الحسن المسعودي
استضافت مؤسسة دار الحكمة في برنامجها الأسبوعي مساء الجمعة 14 اغسطس سماحة الشيخ عبد الحسن المسعودي. وتحت عنوان الحوار في القرآن الكريم تحدث سماحته عن آية المباهلة التي نزلت حينما باهل رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته نصارى نجران. ” فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ”.
واستعرض الشيخ المسعودي ما نقلته الروايات عن تلك الواقعة مبينا أنها احدى المناقب التي تبين فضل وعظمة الرسول وأهل بيته عليهم جميعا سلام الله. وقال في معرض حديثه إن التوقف عند دلالات المفردات التي وردت في الآية الشريفة يحتاج إلى محاضرات كثيرة، فعلى سبيل المقال يطرح تساؤل لماذا ذكرت الآية ابناءنا ولم تقل ابنينا باعتبار ان الأبناء فقط اثنين من الذين باهل بهم رسول الله (ص)، ولماذا اختارت الآية استعمال انفسنا في الاشارة الى علي بن أبي طالب (ع)، ولماذا جاءت صيغة الجمع في نساءنا وكانت فقط فاطمة الزهراء ( ع) المرأة الوحيدة في تلك المباهلة.
وتابع الشيخ حديثه موضحا أن الآية الشريفة تؤكد على مقام أهل البيت ( ع)، وموقعهم من الرسالة السماوية، بل إن نصارى نجران تراجعوا عن الاقدام على المباهلة لأنهم اعتبروا مباهلة الرسول ( ص) بأهل بيته دليل على أحقية نبوته. وخلال حديث الشيخ المسعودي تناول جانبا آخر من الأمور المستفادة من الآية المباركة حول منطق القرآن في الحوار مع الآخر حيث يقدم القرآن الكريم في الآيات التي سبقت آية المباهلة الدلائل على وحدانية الله سبحانه وتعالى، كما يدعو بعد الآية الى كلمة سواء مع أهل الكتاب. واستفاض الشيخ عبد الحسن المسعودي في كلامه عن عمق المفاهيم القرآنية والتي تؤكد وتعزز المسائل العقائدية بالدليل والبرهان، وتنقل تجارب العصور على في صراع الحق والباطل.
وشارك في الأمسية كذلك الدكتور جلال فيروز مخصصا حديثه عن موسم عاشوراء هذا العام في ظل جائحة كورونا. واستعرض توصيات المراجع وعلماء الدين الذين اوصوا على اقامة الشعائر مع مراعاة الاجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة المعزين. وبالانتقال الى الاوضاع في البحرين بين فيروز ان السلطة تتذرع بجائحة كورونا لمنع مراسم العزاء واحياء مصيبة الامام الحسين (ع)، موضحا أن النوادي الصحية والمجمعات التجارية شرعت ابوابها فيما بقي الحظر قائما على دور العبادة والمآتم الحسينية. ومع احترام التعليمات الطبية، فإن منع العزاء واغلاق المآتم بشكل كامل مسألة تؤكد وجود نوايا خطيرة لتقييد الشهائر والتدخل في العبادات وهي امور ليست من اختصاصات السلطات الحاكمة.
لمشاهدة البث المسجل الكامل: