الانعكاسات الأمنية والإجتماعية والسياسية الناتجة عن التطرف الديني
أشار الباحث الإسلامي الدكتور سيد أحمد الإدريسي إلى سبعة أسباب رئيسية للتطرف في العالم الإسلامي، وهي غياب الشورى، وعدم وجود مرجعية دينية، وإشكاليات تحتويها كتب السيرة والتاريخ، إلى جانب الحروب بين المسلمين وتحول التطرف من فكر وسلوك إلى ممارسات إرهابية. ويضاف إلى ذلك بحسب الإدريسي ضياع مشاريع التنمية وضياع القضية الفلسطينية.
وخلال حديثه في الأمسية الإفتراضية التي عقدتها مؤسسة دار الحكمة على برنامج ( الزوم) يوم الجمعة 7 نوفمبر، شدد الإدريسي على ضرورة التفريق بين مظاهر التطرف وبين المقاومة التي وصفها بالشريفة، مؤكدا على أن المقاومة في سبيل تحرير الأوطان هي مسار مشروع بحسب قوانين الأمم المتحدة والشرائع المختلفة.
واستعرض الدكتور الإدريسي جملة من الحوادث المأساوية التي وقعت في صدر الإسلام الأول بسبب التطرف الديني المتداخل مع التوظيف السياسي، ومن جملتها العدد الكبير الذي خلفته حرب الجمل من الضحايا حتى ورد في بعض الروايات أن القتلى وصل الى 32 ألف، وحوادث أخرى لعمليات قتل طالت الأولياء كمقتل الإمام علي (ع) وغيرها من الأحداث المؤلمة.
وبشكل مسهب توقف الإدريسي عند حالة الدمار التي حلت في عدد من الدول التي اجتاحتها الحروب الداخلية، ودمرت بنيتها التحتية. وعلى سبيل المثال ووفق تصريح مفوضية الاتحاد الأوربي، فإن عملية إعادة الإعمار في سوريا تحتاج إلى ما يقارب 900 مليار دولا. ونقلا عن البنك الدولي سيحتاج اليمن إلى 100 مليار، وستحتاج ليبيا إلى 80 مليار دولا لإعادة الإعمار.
وحول دور الجماعات الإسلامية تحدث الإدريسي عن خطر الحركة الوهابية، مستعرضا جانبا من الغزوات التي شنوها سابقا على عمان واليمن وكربلاء وبلاد الحرمين. كما أشار إلىالتوظيف الخطير الذي تلعب عليه الدوائر السياسية في استخدام هذا الفكر لتدمير الأوطان والسيطرة على مقدراتها وارادتها، موضحا بأن التقارير الرسمية اشارت الى أن الضربات الأمريكية في التحالف الدولي ضد الارهاب كانت توجه ضربات انتقائية بمعدل 6 ضربات يومية في مجملها استعراضية، بعكس ما كانت توجهه في الحرب الخليجية الثانية حيث كانت توجه 1200 ضربة يوميا.
وتركز الحديث بشكل واسع عن التنمية في الوطن العربي، مستعرضا ترتيب الدول العربية عالميا والذي يظهر تراجعا مخيفا في هذا الصدد.
ورغم أن الحديث كان مركزا على التطرف في العالم الإسلامي وتداعياته واسبابه، إلا أن الدكتور الإدريسي أشار ايضا الى مظاهر التطرف الديني في الجماعات الدينية غير الاسلامية والتي لا تقل خطرا على السلم العالمي ومشاريع التنمية والتعايش.
وضمن الأمسية الحوارية ألقى الدكتور سعيد الشهابي قصيدة كتبها بمناسبة مولد الرسول الأعظم ( ص) بعنوان مولد الحرية وابتسامة السماء
فيديو | البث المسجل الكامل للبرنامج
صور منوعة من البرنامج