مجلس تأبين الشهيد علي قمبر وكلمات متفرقة ورثاء
أقامت مؤسسة دار الحكمة مجلسا تأبينا على روح الشهيد علي قمبر الذي وافاه الأجل يوم الإثنين ٢٥ اكتوبر، وذلك بعد رحلة مريرة للبحث عن العلاج من مرض سرطان الرئة الذي أصيب به بعد سنوات من اعتقاله على خلفية سياسيوألقيت كلمات رثائية على روح الشهيد أشار فيها المتحدثون إلى الخصال التي تميز بها، وإلى حجم الظلم الذي وقع عليه منذ تسعينيات القرن الماضي أبان انتفاضة الكرامة في البحرين وصولا إلى ثورة ١٤ فبراير في العام ٢٠١١ وما سبقها وتلاها.
أدار البرنامج الكاتب الأستاذ عباس المرشد متطرقا إلى سيرة الشهيد العطرة، منطلقا في حديثه عن الشهيد عيسى قمبر الذي أعدم قبل ٢٥ عاما ثم لحق به شقيقه علي على ذات درب النضال من أجل الكرامة والحقوق. واعتبر المرشد أن نموذج الشهيد علي يختصر صراحا طويلا ومريرا في مسيرة النضال الوطني الذي يتطلع إلى الحرية والكرامة واحترام الإنسان.
وكان أول المتحدثين الدكتور سعيد الشهابي، حيث ألقى خاطرة عن الشهيد علي قمبر استحضر فيها مسيرة الشهداء الذين قضوا على درب الحرية.
هذا وتحدث سيد أحمد الوداعي بصفته قريبا من الشهيد، حيث رافقه في رحلة العلاج في لندن وكان شاهدا على معاناته والظروف القاسية التي مر بها. الوداعي أشار في حديثه إلى جوانب من شخصية الشهيد مسلطا الضوء على روحه الإيمانية وصلابته وابتسامته التي لم تفارقه حتى بعد أن أخبره الطبيب بأن علاجه غير متوفر ولا يستطيع أن يقدم له شيئا يدعو للتفاؤل. وقال الوداعي بأن الشهيد علي كان يفكر في غيره أكثر من التفكير في همومه، وهو شهيد من مفاخر الشهداء وإنسان نادر وشخصية قل نظيرها، وفقده مفجع وأليم.
من جانبه تحدث علي مشيمع عن ثلاث خصال في شخصية الشهيد أولها سعيه لقضاء حاجات الناس وخصوصا عوائل المعتقلين، مشددا على ضرورة أن يولى هذا الجانب أهمية كبيرة بين الناس، وهو واجب ديني وأخلاقي نتعلمه من الشهيد. وكشف مشيمع عن الدور الرئيسي الذي لعبه الشهيد في الإصرار على إعادة إعمار المساجد المهدمة رغم الأخطار التي تتهدد هذا النشاط، راجيا أن يقوم الذين رافقوا الشهيد في هذه المشاريع العظيمة بتوثيق مواقف الشهيد في هذا الجانب. واختتم مشيمع حديثه بالتطرق إلى حرمان الشهيد من العلاج وقتله قتلا بطيئا، لافتا إلى أن علي قمبر ليس أول الشهداء الذين قضوا بهذه الطريقة ويخشى أن لا يكون آخرهم، ودعى إلى ضرورة أن يتداعى الجميع للوقوف إلى جابن السجناء الذين يتعرضون للحرمان من العلاج.
وشارك الأستاذ عباس العمران بصفته صديقا قديما للشهيد، وتحدث العمران عن روح الإيثار التي كان يمتاز بها علي قمبر، مستعرضا بعض القصص التي تبين صفاء سريرته وسمو أخلاقه. وأسهب العمران في حديثه مشيرا إلى تمسك الشهيد بالقيم الإسلامية وتقديمها على أي نظرات فئوية، معتبرا لك درسا مهما لكل من يريد الانخراط في الشأن الإجتماعي أو القضايا العامة.
وكانت آخر الكلمات للأستاذ محمد كاظم الشهابي، والذي تحدث عن عفاف الشهيد ورفضه مساعدات مالية مخصصة للعلاج، وإصراره على أن يتم التصرف فيها إلى آخرين قد يكونوا بحاجة أكثر منه للمساعدة.
وفي أجواء رثائية حزينة أنشد الرادود عباس يوسف بعض الأبيات التي تتغنى بالشهداء وتمجد عطائهم، كما شارك الرادود سيد أحمد الوداعي أيضا بمرثية خاصة عن الشهيد علي قمبر تؤكد بأن ثأر الشهداء لا يضيع وأنهم تقلدوا أوسمة الشهادة وفازوا بالجنة بما قدموا وجادوا.
واختتم البرنامج بمجلس حسيني على روح الشهيد علي قمبر بمشاركة من الخطيب الحسيني السيد هاشم شبر، والذي خصص حديثه عن الشهداء الذين يصنعون المجد ويخلدون في الحياة ويكرمون عند الله سبحانه وتعالى، ومثلهم الأعلى في ذلك محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وأيقونتهم الحسين وشهادته العظيمة ونهضته التي أضحت مشعلا ومنارا لكل الأحرار.