أمسية قراءة في كتاب جيل الجنة للأستاذ كريم المحروس

عقدت مؤسسة دار الحكمة في العاصمة البريطانية يوم (الجمعة 29 أكتوبر) أمسيةً فكرية مع الكاتب البحراني البارز الأستاذ كريم المحروس حول كتابه جيل الجنّة، حيثُ قسّم قراءتهُ لكتابه إلى ثلاثة أقسام وأدار الحوار الأستاذ والكاتب المتألق عباس المرشد.

وتكلم المحروس في القسم الأول عن تأثير السيد جمال الدين الأفغاني في تنمية الثقافة في المجتمعات الإسلامية، والليبرالية، والمسيحية، وخصص تأثير السيّد جمال الدين الأفغاني على الطائفة السنية بسبب تفشي التخلّف الأكثر عندهم، كما أشار في هذا القسم بأنّ البحرانيين لم يتأثروا بالسيّد جمال الدين الأفغاني لعدم وجود تخلّف في المجتمع البحريني وربط ذلك بسبب سيطرة الجو الأخباريّ آنذاك، ووجود عوامل أخرى حالت دون أن يكون يتفشى التخلف عند المجتمع البحرانيّ آنذاك.

وفي القسم الثاني الثانيّ للكتاب لخصهُ الأستاذ المحروس حول الانتماء المرجعيّ ومدى تأثيرهُ على الجو العام في البحرين، حيث قال في ذلك بأنّ هذا الجو كان دخيلاً على الشعب البحرانيّ المتسامح، وأتت هذه الغلضة من بلدان إسلامية أخرى كالعراق وغيرها، وأنها بعيدة عن الثقافة البحرانية إذ أنّ الشعب البحرانيّ يصل إلى حد تقديس العلماء عامةً.

وفي نفس السياق تكلم المحروس أيضاً عن قوة التعايش بيّن الجماعات الإسلامية وأن ذلك يرجع للثقافة البحرانية آنذاك وليس لهُ علاقة بالسياسة، ومن ثمّ تسلسل ليُبيّن كيفية دخول السياسة في مسألة التعايش بيّن الجماعات الإسلامية وطرح مثالين على ذلك الأول الاتحاد العماليّ، والثاني، الهيئة الوطنية.

أما في القسم الثالث لقراءة في كتاب جيل الجنّة خصصه الأستاذ المحروس عن موضوع الزعامات تحت عنوان لابد للثقافة من أمير، وقال في ذلك بأنّ الجو السائد آنذاك في الطائفة الشيعية هو الجو الإخباري الذي يؤمن بثقافة الانتظار، والتعايش بيّن الطوائف الإسلامية دون أي يوليّ اهتماماً بالزعامة، وأنّ ماحدث من تحول كان نتيجة دخول ثقافة أخرى تأثر بها الشعب البحرانيّ  بسبب الانتماءات السياسية والحزبية، كما أشار في هذا الصدد عن مايقوله الآخرين عن تأثير الشعب البحراني بالأسطورة والخرافة مؤكداً أنهُ في حال صحة ذلك لايؤثر على الثقافة والتقدم والازدهار مستشهداً بالمجتمع الصيني المتقدّم والذي هو متأثر بالأسطورة والخرافة حتى الحاضر.

وقد أثارت الأُمسية الحضور التي جعلتهم يتفاعلون بالمداخلات تارة وأخرى بالأسئلة والتي أجاب عليها الأستاذ المحروس بأجوبة مختصرة وشافية حسب قراءتهُ وفهمهُ للمجتمع البحراني والمجتمعات الإسلامية الأخرى.