مفاهيم قرآنية … وشرح دعاء الافتتاح
ضمن فعاليات مؤسسة دار الحكمة في العاصمة البريطانية لندن نُظمت أمسيةً إيمانية توعوية ضمن فعاليات المؤسسة وذلك في يوم (الجمعة 15 أبريل 2022م) مع استضافة كلاً من الدكتور سعيد الشهابي لفقرة "مفاهيم قرآنية"، وكلمة لسماحة الشيخ حسن التريكيّ تتمةً لـ "شرح دعاء الافتتاح".
في بداية الأُمسية قرأ الحاج جعفر الحسابي على مسامع الحاضرين ماتيسر من القرآن الكريم، ومن ثمّ شرّع الدكتور سعيد الشهابي بكلمته القصيرة تحت عنوان "مفاهيم قرآنية" والذي استهلها بالآية الكريمة { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} ولخص سبب نزول الآية الكريمة أنهُ توجد مؤامرة على الإسلام من قبل أعيان وآخرين ذا انتماء ديني، وأما الذين لديهم انتماء ديني تنازلوا عن الدين وسجدوا للأصنام.
وكانت كلمتة الدكتور الشهابي تهتم بالقسم الثاني وهم { الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ} وذكر شواهد حيّة من حياتنا المعاصرة عن الذين غرتهم الحياة وآمنوا بالجبت والطاغوت ضدّ الحق والعدل، كما طالب الجميع بأن لايكون قرائتهم للقرآن قراءة فارغة دون التدبر في آيات الله عز وجل والعمل بها، خاتماً كلمته القصيرة بالحديث القدسيّ {الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس".
وأما كلمة الأمسية الثانية فكانت لسماحة الشيخ حسن التريكيّ والذي كانت استكمالاً لبحث الأسبوع المنصرم تحت عنوان "شرح دعاء الافتتاح" والتي بيّن فيها المضامين الكبيرة المعبرة لدعاء الافتتاح، حيث شرّع كلمتهُ بالآية الكريمة { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}ليبدء مقدمة كلمتهُ الإيمانية التي بيّن فيها أركان الدعاء، وهي الداعيّ أي الذي يطلب الدعاء، والمدعو له أي الله سبحانه وتعالى، والمدعو لهُ، وموضوع الدعاء، وعلل قائلاً بأن المدعو لهُ بعض الأحيان يكون الدعاء للغير، وأخرى دعاء للنفس، وموضوع الدعاء أي محور الدعاء أي الحاجة التي يُريدها الإنسان سواء كانت لنفسه أو لغيره.
ومن ثمّ ذهب الشيخ التريكيّ لمحور حديثه وهي الذنوب التي تحبس الدعاء وذكر ماجاء على لسان أهل البيت "عليهم السلام" كخبث السريرة، وسوء النية مع تعاملهُ مع الآخرين، وعلل بأنّ المطلوب من الإنسان أن تكون نيتهُ سليمة ليُستجاب دعائه، كما ذكر النفاق مبيناً علائم النفاق، وتأخير الصلاة.
لينتقل الشيخ التريكيّ لآداب الدعاء لاستحصال سرعة اجابة الدعاء، وذكر جملة من الآداب التي ينبغي أن يعرفها الداعي عن المدعو له، كمعرفته لقدر الله عزّ وجل أي معرفة الله عز وجل، وكلما زادت تلك المعرفة ازدادت قيمة العبادة مستشهداً على ذلك بكلام للإمام الصادق عليه السلام "لا عبادة إلا بمعرفة"، وحديث آخر للنبي الأكرم صل الله عليه وآله وسلم "لو عرفتم الله حق معرفته لزالت الجبال من دعائكم، وأسهب التريكيّ عبر استعراض الكثير من الشواهد التاريخية التي تُدلل وتُبيّن تلك المعرفة أي معرفة الله عز وجل.
وبعد أن عرّف سماحة الشيخ التريكيّ أسباب منع الدعاء، والتي عقبها بأسباب سرعة استجابة الدعاء ختم كلمتهُ بمقاطع من دعاء الافتتاح مع تبيان لمضامين تلك المقاطع، وذلك ليهيأ قلوب المؤمنين لدعاء الافتتاح للإمام الحجة "عج".
وفي ختام الأُمسية قرأ الرادود السيّد أحمد الوداعي بصوته الخاشع دعاء الافتتاح للإمام الحجة "عج" والذي تفاعل معهُ الحضور بكل بتوجه كبير ابتغاء استحصال الرحمة الإلهية وغفران الذنوب في شهر رمضان شهر المغفرة والرحمة. ومن ثم أُقيمت صلاة الجماعة بإمامة الشيخ حسن التريكي وبعدها وجبة الإفطار.