رؤية روائية في تفسير القرآن بالقرآن .. تطبيقا على نظرية العلامة الطباطبائي
عقدت مؤسسة دار الحكمة في العاصمة البريطانية أمسيةً فكرية في يوم (الجمعة 2 ديسمبر 2022) وذلك مع استضافة سماحة الدكتور الشيخ علي الكربابادي تحت عنوان "رؤية روائية في تفسير القرآن بالقرآن.. تطبيقاً على نظرية العلامّة الطباطبائي" وإدارة الحوار من قبل الأستاذ عباس الجمري:
حيث تفضل الشيخ علي الكربابادي بمقدمة بيّن فيها أسباب الاختلاف القائم، وأنه ناتج عن عدم تحرير محل النزاع والوقوف على حدود ما يدعيه العلامة الطباطبائي بدقة، كما بيّن معنى التفسير لدى العلامة، وناقش الإشكالات الموجه لهذا المنهج، ومن ضمنها إشكال آية الله سيدان.
وحول تحرير محل النزاع بيّن أن العلامة لم يتعهد في تفسيره ببيان البطون، والإشارات، وكنه معنى حقيقة التفسير وغيرها من المصطلحات الواردة في الروايات، وإنما ادعى توضيح القرآن لدلالاته الظاهرية، وبهذا تبين أن هذه الروايات لا تنهى عن منهج العلامة في التفسير.
وفي خضم كلام الشيخ الكربابادي وبهدف تبيان الإشكاليات على العلامّة الطباطبائي وضح الفرق بين التفسير والتأويل عند العلامّة الطباطبائي، وأن التأويل هو بيان المصاديق الخارجية، والتفسير بيان المرادات على مستوى دلالة الألفاظ.
وبهدف توضيح الإشكالات طرح الشيخ الكربابادي عدة أمثلة لهذه الإشكالات ومنها اتهام العلامة بأنه من القائلين بمنهج "كفانا كتاب الله"، ودفع هذه الإشكالات ببيان أن العلامة من أكبر المتمسكين بالثقلين، وهو يقول بحاجة القرآن إلى الرواية وبالعكس في مجال تحقيق الهداية الإلهية، فلا يمكن تحقيق الهداية الإلهية من خلال التمسك بأحد الثقلين لوحده، وإنما يدعي أن فهم الآية ممكن من دون توضيح وشرح الرواية، كما أننا نفهم من الرواية معاني واضحة من دون حاجة إلى شرح ألفاظها من قبل القرآن.
وفي البحث عن موقف الروايات من هذا المنهج قسم سماحته الروايات إلى قسمين: الأول يفهم منه النهي عن هذا المنهج، ولكن بعد التدقيق في حدود ما يدعيه العلامة سيتبين أن الروايات لا تنهى عن أسلوبه في التفسير. والقسم الثاني كان صريحا في تأييد هذا المنهج، ومنها هذه الرواية: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع بِمَكَّةَ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَهُ فِيهَا ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا مَعْرُوفٌ؟ قَالَ لَيْسَ هَكَذَا قُلْتُ وَ لَكِنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا عَلَيْهِ دَلِيلٌ نَاطِقٌ عَنِ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ مِمَّا لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ... فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ كِتَابَ اللَّهِ مُبْهَمٌ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ).
وخُتمت الأُمسية باستفسارات ومداخلات أجاب وعلّق عليها سماحة الشيخ علي الكربابادي بأجوبة مختصرة وشافية أكد فيها على ادعاء العلامة أن منهج تفسير القرآن بالقرآن هو الطريقة التي كان يعتمدها الأئمة عليهم السلام.