عظمة الشهداء في الإسلام
عقدت مؤسسة دار الحكمة يوم (الجمعة 16 ديسمبر) أمسية تحت عنوان "عظمة الشهداء في الإسلام". شارك في الأمسية الدكتور سعيد الشهابي، والأستاذ جواد فيروز، والشيخ علي الكربابادي، ومشاركة شعرية من علي مشيمع.
في بدء الأمسية أستهل الأستاذ جواد فيروز كلمته بتلاوة الآية 25 من سورة الحديد " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ". ثم عرج فيروز على ثلاثة محاور، الأول أهمية حق محاسبة كل من ثبت تورطه في تعذيب أو قتل.مؤكدا بأنّ المحاسبة لامناص منها، إذ ليس من حق أياً كان أن يفوت مبدء المحاسبة، والذي بدونه يتحول المجتمع إلى مجتمع الغاب. وأوضح فيروز أن المحاسبة تستند إلى الأمر الإلهي المتمثل بإقامة العدل الإلهي على الأرض.
وفي المحور الثاني تطرق فيروز إلى الأدوات التي بالإمكان منها محاسبة منتهكي حقوق الإنسان، والمعايير المعتبرة لضمان حقوق الإنسان. مختتما حديثه بالتشديد على أن أي مصالحة سياسية ومجتمعية تستوجب محاسبة منتهكي حقوق الإنسان.
من جانبه تلى الدكتور سعيد الشهابي الآية 93 من سورة النساء " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا".
وبعد استعراض موجز لما تناولته الآية من وعيد لكل من يتورط في ازهاق الأرواح، أكد الدكتور الشهابي على عظمة الشهداء، مشيرا إلى أنهم يهنأون بحياتهم البرزخية فرحين بما رزقهم الله عز وجل. وحول هذه المنزلة الرفيعة قرأ الشهابي مجموعة من الأحاديث التي تصور النعيم الإلهي الذي يحظى به الشهيد دون سائر البشر.
وفي ختام كلمته خاطب الدكتور سعيد الشهابي سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري طيب الله ثراه، مشيدا بتاريخه في نهضة الدين وإعلاء كلمة الحق، وترفعه عن حطام الدنيا، واهتمامه الكبير بالناس. واستفاض الشهابي في ذكر مواقف كثيرة لسماحة الشيخ الراحل كعلم بارز من الأعلام الدينية.
سماحة الشيخ علي الكربابادي ألقى كلمة مختصرة، أكد فيها بأنّ الشهداء يضحون بدمائهم الزكية بغية تصحيح المسيرة، واستنهاض الهمم، ورفض الديكتاتورية الحاكمة، مؤكداً على استمرارية إحياء ذكراهم بما يخدم القضية التي من أجلها قدموا دمائهم الزكية. كما أبّنّ الشيخ الجمري في الذكرى السادسة عشر لرحيله،مؤكداً أن نهج الشيخ الجمري طيب الله ثراه فريد، استطاع من خلاله جمع أطياف المجتمع البحراني على كلمته.
وفي ختام الأُمسية أُلقى علي مشيمع أبيات شعرية عن الشهداء، تحاكي حياتهم في نعيم الجنة، وفضلهم الكبير على الناس والتاريخ.