البرنامج الأسبوعي
قضايا وملفات ساخنة في العلاقات الزوجية والتربوية
استضافت مؤسسة دار الحكمة في العاصمة البريطانية لندن الباحث والمستشار في العلاقات الزوجية والأسرية والتنمية البشرية، الأستاذ صلاح الخواجة، وذلك في يوم (الجمعة 24 يناير 2023م).
وأُديرت الأُمسية على طريقة الأسئلة والأجوبة والحوار بين الأستاذ صلاح الخواجة والأستاذة نهاد السادة لما يحمل هذا الملف من أهمية بالغة سواء للأفراد أو العوائل المسلمة في الدول ذات الثقافة المختلفة عن الثقافة في الدول العربية والإسلامية، مما يشكل همّاً كبيراً في الآونة الأخيرة.
في بدء البرنامج قدّم الأستاذ صلاح الخواجة كلامه بآية من الذكر الحكيم: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون} ومن ثم أكّد على عدم وجود شيء يسمى صدفة وإنما يوجد صناعة وبناء.
وضمن هذه المقدمة، نوّه الأستاذ صلاح الخواجة على أننا بحاجة إلى "الطلاق الناجح" إذا لم يستطع الطرفان مواصلة الحياة الزوجية، وكان في ذلك ينتقد إحدى حالات الطلاق لشخصيتين مشهورتين جرت في العلن، والتي كان فيها طرح فضائح للطرفين في الإعلام العالمي.
وفي نفس المقدمة، انتقل الأستاذ الخواجة إلى بيان خطورة قلة الإنجاب بالنسبة للمتزوجين، وكان قد استعرض إحصائية رسمية بيّنت بعض أسباب هذه الظاهرة، أهمها: انشغال المرأة في العمل خارج المنزل وتأخر سن الزواج!
وختاماً للمقدمة، استعرض الأستاذ صلاح نية الحكومة التونسية لتدشين برنامج تأهيل المقبلين على الزواج وذلك لكثرة التفكّك الأسري وازدياد نسب الطلاق في المجتمع التونسي، وذلك لما يحويه البرنامج من وقاية للتفكّك الأسري الذي نحن بحاجة لرصده وعمل إحصائيات دقيقة حوله عوضاً عن إحصائيات الطلاق.
وفي ردّ الخواجة على سؤال موجّه له حول دور الزواج في عملية التكامل والارتقاء الروحي والعاطفي لدى الإنسان، قال: من اللفتات الهامة في الإسلام هو وجود استحباب مؤكّد كحكم شرعي، أي أنه قريب من درجة الوجوب الشرعي، وهذا ما دلّت عليه الروايات الصحيحة، وكذلك الابتعاد عن الزواج هو مخالفة شرعية وعقائدية صريحة. وأضاف الأستاذ بأن الزواج عبارة عن "كنز" للثواب والرزق والخيرات في الدنيا والآخرة.
وأردف الضيف الخواجة أن الله عز وجل نظم الحياة بطريقة دقيقة جداً في بُعدَين أساسيين وهما: البعد الفيزيائي والبعد الفردي الإنساني، وفي البُعد الإنساني يوجد علم يُسمى بـ "أنماط الشخصيات" متولد من علم "التنمية البشرية"، فالإنسان في حركته -من ولادته وحتى مماته- يمر في مرحلتين، الأولى من ولادته وحتى دخوله بيت الزوجية ويتحمل المسؤولية فيها الوالدان، وهنا غالباً تقع أخطاء ومشاكل كثيرة، والمرحلة الثانية هي التنضيج للزواج.
وبما أن الزواج المبكر من توجيهات الدين المؤكدة، فإن البناء للزواج مشروع يجب أن يبدأ مبكراً أيضاً، ومضمون الروايات تتحدث عن ضرورة تهيئة البنت والولد مبكراً للزواج، وتوجد محددات لهذا البناء، مثل السن المناسب للزواج طبياً واجتماعياً، والذي يراه الأستاذ صلاح هو أن السن المناسب لزواج البنت 18 سنة، والولد 22 سنة، ولنجاح هذا الزواج لابد من استيعاب قاعدة اختيار الشريك، والحل الأمثل هو تأهيل المقبلين على الزواج، وأسهب الأستاذ في طريقة اختيار الشريك من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية.
كما تحدث الأستاذ صلاح الخواجة حول الازدواجية بين الزوجين في الدين والعقيدة -ومستويات أخرى- من أخطر ما يهدّد استقرار وسعادة العلاقة الزوجية، لذلك لا ينصح -الأستاذ- بالزواج من أجنبية أو مختلفة في الدين أو المذهب، أسرياً وعلمياً لا يصلح هذا الزواج.
وأكّد الأستاذ صلاح على ضرورة الرجوع للاستشاري الأسري قبل الزواج وبعده، واقترح تضمين عقد الزواج لشرط الرجوع للمستشار الأسري حال وجود خلاف بين الزوجين لتجاوزه بكل أريحية.