ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران وانطلاق ثورة الؤلؤ في البحرين
نظمت مؤسسة دار الحكمة في العاصمة البريطانية لندن في يوم (الجمعة 10 فبراير 2023م) حفلاً بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، والذكرى الثانية عشر من انطلاق الثورة في البحرين. وكان الحفل مقسم على محورين، الأول مع استضافة الدكتور حمزة الحسن تحت عنوان "ايران بعد 44 عام من التحديات، والمحور الثاني مع استضافة الدكتور علي الديري تحت عنوان "بحث في عرائض البحارنة المحمرة". وكانت العرافة للدكتور إبراهيم العرادي.
في المحور الأول تكلم الدكتور حمزة الحسن عن التحديات العظيمة التي خاضتها الجمهورية الإسلامية منذ انتصارها لحد الآن كما أكد بأنّ التحديات لم تعدو كونها صمود وحسب بل ارتقت للتطور والازدهار على جميع الأصعدة، الخدمي، والصناعي، والتكنلوجي، والزراعي، والسلاح، والصحي وغيرها، وهذا الاكتفاء الذاتي يرقى لتسميته بالاستقلال الكامل كما يعد نجاح كبير بسبب وجود الاكتفاء الذاتي الكامل. وتكلم الدكتور عن الأزمة الداخلية التي تمر بها الجمهورية الإسلامية في الوضع الراهن ويرى الدكتور بأن هذه الأزمة من أهم أسباب أنه وجود جيليّن لم يعيشوا الثورة، وأنّ هذا الجيل يريد أن يعيش وضع اقتصادي أفضل ولايهمها وضع الاستقلال، والسبب الثاني أن الجيل الجديد طموح ولم يعش الفترة المنصرمة من الثورة الإسلامية لكي يدرك معنى الاستقلال الكلي.
وفي المحور الثاني من الأمسية تكلم الدكتور علي الديري في كلمة مختصرة ولكنها غنية بالمعلومات، حيث شرعها بالحديث عن "السرديات" أي كتابة التاريخ ويرى أنها من أهم الأعمال والتي تواجهها تحديات كبيرة، اذ أن الآخرين يكتبون تاريخ آخر منافي للواقع، ومزيف للحقائق، كما أن التاريخ يرفد بالحراك السياسي والثقافي للأجيال المقبلة.
والمقدمة التي تفضل بها الدكتور علي الديري هي سرديات مقتطفة من كتابه تحت عنوان "بحارنة المُحمرة .. الآباء المؤسسون للجنسية البحرينية”
وفي تسلسل سلس للدكتور علي الديري تكلم في سرده عن الملقب بـ «ديك العرش » إذ كان أحد أهم الشخصيات البحرانية وهو الملا حسن الشيخ. وكانت هذه الشخصية تلعب دوراً كبيراً في ايصال صوت بحارنة المحمرة، سواء على صعيد المنبر الحسيني، أو الشعر، أو العرائض التي تقدم بها للجهات المعنية في البحرين آنذاك، كالقنصلية البريطانية وغيرها من الجهات المعنية في موضوع الانتماء أي الجنسية. وكان «ديك العرش» الصوت الصادح في البحرين إذ كان يوصل صوت بحارنة المُحمرة» من العاصمة المنامة لجميع القرى، إذ يعد من أهم الشخصيات التي لعبت دوراً ريادياً في العشرينات من القرن الماضي.
وانتقل الدكتور علي الديري لنقطة أخرى في حديثه والتي تكلم فيها عريضة مقدمة من البحارنة منذ عام 1870م والتي قُدمت في كربلاء المقدسة للدولة العثمانية آنذاك والتي تطالب بالتمسك بالهوية البحرانية، إذ كانت الدولة العثمانية تُريد ضم البحارنة الذين يعيشون في كربلاء المقدسة للدولة العثمانية الذي تم إقراره في عام 1869م.
واستدرك الدكتور علي الديري ليتكلم عن بحارنة المُحمرة في عريضة المُحمرة تقدموا بعريضة أخرى في عام 1920م على اثر قانون تقدم به الشاه آنذاك على ضمهم للجنسية الإيرانية، والتخلي عن الهوية البحرانية على الصعيد الثقافي، والعادات والتقاليد والذي كانوا يرفضون ذلك، وبسبب ذلك هاجر جمعٌ منهم إلى البصرة بهدف التمسك بالهوية البحرانية.
وأكد الدكتور علي الديري بعد التتبع للعرائض المقدمة من بحارنة المُحمرة بأن قانون الجنسية في البحرين الذي قُرر في عام 1937م بسبب وجود هذه العرائض المتكررة الذي تقدّم بها بحارنة المُحمرة، إذ يعد من وضع قانون الجنسية في البحرين هم بحارنة المُحمرة. وكان مايميز سرديات الدكتور علي الديري أنهُ يتكلم بالأرقام والتواريخ المؤرخة، والأسماء التي تُدلل للانتماء للبحرين عن العرائض التي تقدم بها بحارنة المُحمرة.