يوم القدس العالمي كما رآه الإمام الخميني
ضمن فعاليات مؤسسة دار الحكمة في العاصمة البريطانية لندن في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك والذي يصادف يوم القدس العالمي وذلك في يوم (الجمعة 14 أبريل 2023م) مع استضافة الأستاذ والكاتب القدير عباس المرشد تحت عنوان "يوم القدس العالمي كما رآه الإمام الخميني" وكلمة قصيرة تم افتتاح البرنامج بها مع الدكتور سعيد الشهابي تحت عنوان مفاهيم قرآنية.
وشرّع البرنامج بكلمة للدكتور سعيد الشهابي تحت عنوان "مفاهيم قرآنية" حيث كانت تتمة لسلسلة طرحت في الأسابيع المنصرمة والذي وصل فيها للآية الكريمة {الذين يؤمنون بالغيب}، ولخصها بأنّ المتقون هم الذين يؤمنون بالقوانين الإلهية أي سنُّة الله الذي وعد بها عباده الصالحين، كالانتقام من الكفار والظالمين وما إلى ذلك. وطرح الدكتور الشهابي مثال آخر ليقرب الصورة أكثر والذي قال فيه أنّ المؤمنون الذين يساعدون الفقراء إنما هم يؤمنون بالغيب كذلك إذ أنهم يؤمنون بأنّ الله عز وجل سيعوضهم بأضعاف ماقدموه أجراً ورزقاً آخر سواء في الدنيا وكذلك أجراً في الأخرة.
وأما كلمة الحفل الرئيسية كانت مع الأستاذ والكاتب عباس المرشد والذي تكلم فيها من انطلاقاً من التكليف الشرعي والذي قال فيه بأنه لو سألنا أحداً في عام 1975م عن إمكانية إسقاط الشاه فكنا نجيبه كما أجاب الإمام الخميني "قدس" بأننا ننطلق من التكليف الشرعيّ أي الإيمان بالغيّب وكذلك هو الحال في قضية يوم القدس العالمي أنّ الإمام الخميني ومن يتبعه من المؤمنين الذين يحييون هذا اليوم إنما هم يؤمنون بالغيّب أي أنّ الله عز وجل سينصر عباده المؤمنون بالقوانين الإلهية وهي القوانين الغيبيّة.
ومن ثم قسم الأستاذ المرشد كلمته لثلاثة محاور كالتالي: الأول; موقف المرجعية الدينية الشيعية من القضية الفلسطينية. الثاني; رؤية الإمام الخميني "قدس" في تحديد يوم القدس. والثالث; انعكاسات يوم القدس من خلال الشعب البحراني.
وفي المحور الأول تكلم الأستاذ المرشد وقال بأنّ رؤية يوم الإمام الخميني "قدس" في تحديد يوم "القدس العالمي" يعد نظرية المقاومة وليس القصد المقاومة العسكرية. والمقاومة التي يقصدها الإمام الخميني "قدس" أنه جعل الكيان الصهيوني المحتل بنتقل الى مرحلة المقاومة (القصد مقاومة المقاومة) وبذلك استطاع الإمام الخميني طرح معادلة جديدة على الكيان الصهيوني خلاف ماكان يتوقعه إذ جعل كل أصقاع العالم تضج بخروج المحتل وبذلك جعله من مسيطر وغالم إلى مقاوم. واستدرك مابدأه أنّ ذلك يعد الإيمان بالغيب استناداً على الآية الكريمة {وترجون من الله مالا يرجون}.
وفي المحور الثاني والذي كان "موقف المرجعية الدينية من القضية الفلسطينية" قال الأستاذ المرشد بأنّ مواقف مراجع الشيعة متقدمة جداً إذ أنه في عام 1936م كان يوجد موقفاً للسيد محمد حسين كاشف الغطاء حيث ذهب لفلسطين وتحديداً غزة وألقى خطاباً لمدة ساعتيّن وفي تلك الخطبة أمر بالجهاد ضدّ الكيان الصهيوني، وعقبها الموقف المشترك لمراجع الدين وكان في عام (1948م) "عام النكبة"، وبذلك ذكر إحدى المواقف إذ أنه في عام (1968م) أرسلت السفارة الأردنية بخطاب للمرعش النجفي لتأمينه أكثر من 200 ألف بطانية للمهجرين الفلسطينيين كما ذكر مواقف أخرى للمرجعية الدينية الشيعية كالسيد محسن الحكيم، والسيّد الخوئي وغيرهم. وهذا خلاف مايذكر من الأعداء الذين يريدون تشويه المرجعية الدينية أنها منطوية على نفسها، وخلاف الكلام الذي يقول بأنّ المرجعية الدينية لاتتدخل في السياسة، وبذلك يكون تدخل الإمام الخميني يرجع للبعد الأصيل عند المرجعية الدينية والمتمثل عن الدفاع عن الأمة وبيضة الإسلام.
وفي المحور الثالث والأخير "انعكاسات يوم القدس العالمي على البحرانيين" قال الأستاذ والكاتب عباس المرشد بأنّ البحرانيين ومنذ انتصار الثورة الإيرانية وذهاب وفد مكون من الشيخ محمد العكري، والشهيد الشيخ جمال العصفور "رضوان الله عليهما" لتهنأة الإمام الخميني "قدس" والشعب الإيراني بالانتصار في ثورته الإسلامية على نظام الشاه المقبور، ومن ذلك الزمن تفاعل الشعب البحراني مع القضية الفلسطينية وكانت له مظاهرة انطلقت بقيادة العلماء في عام (1979م) تنادي بخروج المحتل الصهيوني من الأراضي الفلسطينية ومن آنذاك أخذ مفهوم المقاومة الإنسانية يلعب دوراً عبر حضور القضية الفلسطينية في كل المحافل للشعب البحراني ليأخذ بعد شعبي واسع استمر ليومنا هذا رغم الاعتقالات والاستهداف المتواصل من النظام على قضايا هذا الشعب العالقة.
وفي ختام كلمة الأستاذ والكاتب عباس المرشد أكد على مابدأه بأنّ الإمام الخميني "قدس" استطاع تغيير المعادلة عبر طرح قنبلة وصل صداها لكل العالم بنظرية المقاومة الإنسانية حسب تعبيره ليكون المحتل الصهيوني مقاوم لهذا الزخم العالميّ مع القضية الفلسطينية.