ملحمة كربلاء .. شبهات وردود
أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن مساء يوم الجمعة المصادف لـ 4/8/2023 أمسية أسبوعية تحت عنوان :"ملحمة كربلاء ... شبهات وردود"، تضمنت كلمة حوارية لسماحة الشيخ "صادق الدرازي" رداّ فيها على أسئلة الحضور.
قام بالعرافة الأخ "علي مشيمع"، واستهل الشيخ "صادق الدرازي" كلمته بالشكر للأخوة القيمين على الفعالية والحضور الكريم، ثم شرح انطباعه العام حول زيارته الأولى للبلاد الأوروبية، واعتبر أن الإقبال على إحياء أيام عاشوراء في هذه البلاد يكاد يكون أكثر من مثيله في بلادنا نسبة إلى عدد المؤمنين المتواجدين في كل من المكانين. ورداً على سؤال أحد الحضور شرح سماحة الشيخ "الدرازي" رأيه في مفهوم كربلاء :عَبرة وعِبرة، والتأثير الذي يمكن أن يضعه قارئ العزاء على المستمعين منتقداً بعض التقنيات التي تُستخدم والنصوص التي تُقرأ والتي لا تليق بالمجالس.
بعدها تحدث الشيخ "الدرازي" عن الشروط والمعايير التي يجب أن يتحلى بها معتلي المنبر الحسيني إن كان محاضراً أو خطيباً، مميزاً بين الإثنين ومشرحاً الفرق بين مهمة المحاضر ومهمة الخطيب والرسالة التي يجب على كل منهما إيصالها إلى المستمع، بين الإعتماد على الرثاء أو التركيز على الجانب الفكري وإمكانية التوازن بين الإثنين.
ثم أتى سماحة الشيخ على شرح العلاقة بين المنبر والموكب ورسالة كل منهما ومحاولة مشاركة كل أطياف المجتمع من خلال اللطميات والحداد والمواساة والتكامل الحاصل بين المنبر والموكب والتزام القصيدة الموكبية بالخط العام الذي يرسمه المنبر. ودعا سماحته إلى محاولة تطوير الموكب واللطم لناحية كونه حالة تعبيرية عن التفجع والمواساة وعدم تحويله إلى حالة فنية وتجنُّب حرفه عن الهدف المطلوب منه والأصالة التي يجب أن يحافظ عليها. وانتقد سماحته بعض أساليب اللطم الحالية معتبراً إياها تغريداً خارج السرب شارحاً أسباب عدم الإنسجام الذي نراه اليوم، في اللطم الجديد، في وقت لا تستطيع فئة أصيلة من المجتمع التماشي مع هذا النموذج الجديد، ودعا إلى مراجعة هذا النمط من التطوير للموكب.
كما أثنى سماحته على بعض التوجيهات لكبار العلماء والفقهاء للحذر من بعض الأخطاء في هذا المجال وضرورة تحويل هذه التوجيهات إلى أطرعملية لتطبيقها على أرض الواقع، وكشف عن محاربة البعض لهذه التوجيهات على أهميتها . ثم طُرحت فكرة القصيدة الحسينية في العزاء وتاريخ تلحينها وسبل جمع الطاقات الأدبية وجمع وأرشفة وإخراج النتاج الشعري والأدبي لكل الشعراء الذين عاشوا تراث الأدب الحسيني. كما ذكر الشيخ مسابقة "بيتاً في الجنة" السنوية التي تتبنى طبع الدواوين وتقديم الجوائز للشعراء المعنيين، بهدف توحيد المعايير التي يجب أن تتحلى بها القصيدة الحسينية . كما أتى سماحته على ذكر أسماء بعض الشعراء المخضرمين في الأدب الحسيني، وبعض الميزات التي تحلت بها قصائدهم الحسينية.