تغييب السيد موسى الصدر .. استهداف للطائفة الشيعية
أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن مساء يوم الجمعة المصادف 18/8/2023 أمسية ثقافية تحت عنوان: "تغييب السيد موسى الصدر ... استهداف للطائفة الشيعية" بمشاركة الأستاذ "يحيى حرب” وعرافة البرنامج للأستاذ محمد علي.
افتتحت الأمسية بآيات من الذكر الحكيم، ثم اعتلى الأستاذ "يحيى حرب" المنبر مستهلاً بحثه بالجواب على السؤال التالي:" لماذا استُهدف السيد موسى الصدر؟ وهل كان هناك صراع بين النظام الليبي والشيعة للقيام بهذه الجريمة؟"، مشككاً في حيثيات عدم الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة رغم مضي كل هذا الوقت على ارتكابها. كما اعتبر أن الإمام لم يكن مستهدفاً بحد ذاته بل الطائفة الشيعية بكاملها. وبما أن الإستهداف ما زال قائماً أُبقي على تفاصيل التغييب سراً ليستمر هذا الضغط المطلوب على الطائفة الشيعية.
ثم أتى على دراسة المرحلة التاريخية التي أتى خلالها السيد موسى الصدر إلى لبنان ضمن سرد تاريخي لواقع الشيعة في لبنان منذ 1910 ، وعلاقته بالسيد عبد الحسين شرف الدين، والفعاليات الوطنية والإجتماعية والعلمية التي قام بها في لبنان ورفضه للحرب الأهلية، والعلاقات التي نسجها مع بقية الطوائف اللبنانية من جهة وعلاقاته الخارجية مع الدول العربية وغيرها من جهة أخرى. كما عدّد أهم إنجازات السيد موسى الصدر في البيئة اللبنانية من خلال تفعيل دور الطائفة الشيعية بتحويلها إلى كيان قائم بحد ذاته ومحاربته للتهميش.
كما تحدث الأستاذ "يحيى حرب" عن الأسباب التي جعلت البعض يفكر في التخلص من الإمام بسبب الدور المحوري الذي لعبه في تلك المرحلة والذي كان خارج أي سيطرة إقليمية أو دولية . كما اعتبر أن استهداف السيد موسى الصدر ليس إلا استهدافاً للمشروع النهضوي الذي جاء به وبالتالي استهداف للطائفة برمتها.
وأجاب الأستاذ يحيى على أجوبة الحضور، مفنداً السبب الذي دعا الإمام إلى الذهاب إلى ليبيا والتحذيرات التي تلقاها من قبل بعض أجهزة الإستخبارات والتطمينات والضمانات التي حصل عليها معتبراً ما حصل أمراً مدبَّراً مسبقاً ومؤامرة واضحة . كما عرَّج على علاقة السيد موسى الصدر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما كشف ماهية الجهات التي تقف وراء اختطاف السيد موسى الصدر.
وفي جوابه على سؤال حول مصير السيد موسى الصدر فنّد الأستاذ "يحيى" كل الفرضيات حول مصير السيد من الناحية الشرعية والمنطقية والسياسية والتحدي القائم بين إعلان المصير والإبقاء عليه سراً.