الامام العسكري وعصر الحيرة… الرؤية العقائدية للمجتمعات المنقسمة
في أجواء شهادة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن ندوة فكرية حول المناسبة مساء يوم الجمعة المصادف لـ22/09/2023 تحت عنوان :" الإمام العسكري وعصر الحيرة... الرؤية العقائدية للمجتمعات المنقسمة"، بمشاركة الأستاذ "عباس المرشد"، تلتها نقاشات مع الحضور ضمن قالب الأسئلة والأجوبة .
افتُتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم قام بتعريف الحفل الأخ "علي مشيمع" من خلال مقدمة بسيطة حول المناسبة تحدث خلالها عن مدى أهمية هذا البحث والمكانة التي يشغلها الإمام العسكري(عليه السلام) في فكر المذهب، ثم قام بتعريف الأستاذ "عباس المرشد" وبدعوته لطرح بحثه.
بدوره بدأ الأستاذ "عباس المرشد" بحثه بالحديث حول ما يُنسَب إلى الإمام المهدي(عجل الله تعالي فرجه) من توقيعه الوارد للسفير الأول والثاني وهو الدعاء المعروف عنه والذي أوصى به في زمن الغيبة.
فطرح عدة أسئلة حول هذا الدعاء، وارتباط مهمة الإمام العسكري(عليه السلام) والمشروع الذي أوكل إليه بفكرة تثبيت الدين وتركيز دعائمه من خلال تعريف الحجة والحفاظ عليه وتهيئة الظروف المناسبة له منعاً للضلالة المذكورة في ذلك الدعاء في حال عدم معرفة الحجة. فاعتبر وجود الإمام العسكري (عليه السلام) بمثابة وجود هذه الأمة ومن دونه تفقد الهوية الإسلامية الحقيقية معناها. بناء على هذا المفهوم قام الأستاذ بشرح معنى الحيرة مستنداً إلى الروايات المروية عن النبي محمد(ص) وأهل البيت(عليهم السلام) وتمهيدهم واحداً تلو الآخر لفكرة الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) والحيرة التي شابتها منذ ذلك الزمن، وانقسام الشيعة عند شهادة الإمام العسكري(عليه السلام) إلى فرق متعددة وكلٌّ كان له رأيه العقائدي الخاص.
واعتبر الأستاذ "المرشد" أن عصر الحيرة بمفهومه التاريخي امتدَّ من زمن الإمام الصادق(عليه السلام) إلى زمن الإمام العسكري(عليه السلام) سياسياً وفكرياً، نظراً للاضطهاد الذي تعرض له المذهب الشيعي في تلك الفترة وعدم وجود بيئة حاضنة يمكن الإعتماد عليها لبث الأفكار وطرح المستجدات علانية وبسهولة.
ثم تحدث الأستاذ "عباس المرشد" عن المظلومية التي تعرَّض لها الإمام العسكري(عليه السلام) طوال فترة حياته الشريفة والإعتقالات التي طالته مع وكلائه حتى نهاية عصر الحيرة بعد شهادته سلام الله عليه.
ثم فُتح باب الحوار مع الحضور، فعقّب أحد الحاضرين على حديث الأستاذ "المرشد" واحتكار السلطة في ذلك الوقت وسعيها إلى تصفية الحركات التي كانت تنتج عن الحيرة واعتبرها اختراقات تحصل بشكل طبيعي عند كل أحداث مشابهة.
ورداً على أحد الأسئلة شدَّد الأستاذ "المرشد" على دور الخلفاء العباسيين والأمويين في خلق الإنقسامات في المجتمع الواحد والدور السلبي والإرهابي الذي لعبوه في فرض عقيدة واحدة من انتاجهم الشخصي محارَبَةً للعقيدة الحقيقية.