السيدة زينب عليها السلام بين الماضي والحاضر
بمناسبة ولادة السيدة زينب(عليها السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية يوم الجمعة المصادف لــ17/11/2023 تحت عنوان:" السيدة زينب عليها السلام بين الماضي والحاضر"، بمشاركة كل من الأستاذة "ندى الشمري"، والدكتور "سعيد الشهابي" والمنشد "نور الدين الكاظمي"، فيما تولى عرافة الأمسية الأخ "جعفر الحسابي".
افتُتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الأخ "الحسابي"، الذي قدم خلاصة سريعة للأحداث الدائرة في منطقة الشرق الأوسط وقام بتعريف الدكتور "سعيد الشهابي"، الذي بدوره اعتلى المنبر وقدم بحثه تحت عنوان :" فلسطين في الوجدان البحراني". فأشار إلى أوجه الشبه بين القضيتين الفلسطينية والبحرانية لناحية الأنظمة الدخيلة على المجتمعات. فقدم سرداً تاريخياً لتفاعل البحرانيين مع القضية الفلسطينية من خلال التبرعات التي أرسلها البحرانيون إلى الشعب الفلسطيني والمظاهرات التي ما كانت تستكين في بدايات الإستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة.
كما عرّج الدكتور على الإعتراضات التي سجلها أعيان البحرين ضد المبعوث الأمريكي إلى البلاد كونهم اعتبروا الدعم الأمريكي لكيان العدو أمراً لا يمكن قبوله. وتحدث عن الإندماج التاريخي الذي كان حاصلاً بين المجتمَعَيْن من خلال وجود مدرِّسين فلسطينيين كان لهم الأثر الكبير في العملية التربوية البحرانية، إضافة إلى دورهم في قيادة المظاهرات الشعبية إبان حرب عام 67.
كما أشار الدكتور إلى أسماء بعض الشهداء البحرانيين الذين استشهدوا على طريق القدس طوال تاريخ أحداث القضية الفلسطينية. وأشار الدكتور إلى المشاركة البحرانية في عملية كسر الحصار عن غزة فكان أبطالها شباب بحرانيونما زال بعضعهم يقبع في سجون آل خليفة نتيجة لهذه التضحيات، إضافة إلى كل التظاهرات التي شهدتها البحرين تضامناً مع أهالي فلسطين في كل الحروب التي شنتها إسرائيل على الضفة والقطاع. وفي نهاية حديثه أشار الدكتور إلى بشاعة ما تُقْدِم عليه حكومة البحرين من تعاون مع كيان العدو وتطبيعٍ تفوح منه رائحة الإستسلام والخنوع أمام إملاءات الصهاينة.
ثم قام الأخ جعفر الحسابي بتعريف الأستاذة "ندى الشمري"، التي استلمت دفة الكلام وبدأته بالمباركة بولادة السيدة زينب(عليها السلام)، الأنموذج الرسالي العظيم خاصة في ظل ما نعيشه من أحداث في منطقة الشرق الأوسط. ثم قدمت الأستاذة حديثها بتفسير للآية الكريمة :"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"، لجهة إخلاص الإنسان الثائر لله سبحانه وتعالى في كل محطات الحياة، للوصول إلى جوهر الإنسان وإخراج هذا الجوهر إلى العالم. وأبرز مثال على هذا الإنعكاس للجوهر الرباني للإنسان مثلته السيدة زينب سلام الله عليها من خلال أدائها المعرفي والديني طوال فترة حياتها الشريفة.
وأكدت الأستاذة أن الشموخ الذي أبدته السيدة زينب عليها السلام في حادثة عاشوراء وذوبانها في الله هو خير نموذج يُبنى عليه لتربية مجتمع صالح ولتربية إمرأة شامخة ذات صفات زينبية جهادية عالية، في ظل ما يشهده العالم من هجمات غربية إلحادية شاذة. على هذا الأساس كانت السيدة زينب حاضرة عند كل امرأة ثائرة في كل الأوطان التي رزحت تحت ظلم محتل وغاصب.
ثم أعطي المجال للمداخلات والأسئلة فعبّر بعض الحضور عن رأيه حول مكانة السيدة زينب عليها السلام في المجتمعات المجاهدة، فاعتبرت أن محاسبة الإنسان لنفسه أمام التحديات وتخيير نفسه بين الحق والباطل تجعله يختار المنهج الصحيح الذي يجب اتباعه أمام ما نشهده من تزييف وقلب للحقائق.
ثم اعتلى المنبر المنشد "نور الدين الكاظمي" فأنشد أبياتاً في محبة أهل البيت عليهم السلام وفي فضائل السيدة زينب عليها السلام، فلاقت تفاعلاً ملفتاً من الحضور.