ذكرى إستشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
بمناسبة ذكرى إستشهاد السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2023/11/24 ، بمشاركة سماحة الشيخ الدكتور "علي الكربابادي".
افتتح سماحته الأمسية بنعي حول المظلومية المهولة التي تعرضت لها سيدة نساء العالمين عليها السلام، فكانت بعض الأبيات الشعرية التي تروي الفاجعة وتلخص هذا الإعتداء السافر بحق الإسلام وبحق رسول الله(ص). وأتت هذه الأبيات الشعرية بشكل سريع على بعض معطيات هذه الحادثة من اقتحام منزل السيدة الزهراء(عليها السلام) وكسر الباب وضلعها الشريف وإحراق المنزل وإسقاط جنينها.
بعدها بدأ سماحته خطبته بعنوان:"صناعة العنف و صناعة السلام وموقعية الزهراء(عليها السلام) . فقام الشيخ "الكربابادي" بتشريح معنى الآية الكريمة:" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ". فقدَّم سماحته مراجعة حول الجذور النظرية لقسوة البعض، والأسباب التي تنعكس في صقل شخصية الإنسان لناحية الخير أو الشر. واعتبر أن العلم الإنساني الصحيح يلعب دوراً كبيراً في صناعة الإنسان بناء على المعطيات الصحيحة التي يكتسبها، فتنشأ عنده حكمة إلهية ترسم له خارطة الطريق المتوازنة في المسار الإنساني وتبعده عن التمرُّد الذي ينشأ من خلال عدم فهم المعطيات الصحيحة فيفقد الإنسان الرحمة إثر ذلك ويغرق في جهل العنف.
وقدَّم الشيخ "الكربابادي" نماذج مختلفة تمثل العنف والرحمة في التاريخ، بداية من قصة ابنَيْ آدم(عليه السلام) وصولاً إلى وأد البنات في الجاهلية لجهة القسوة والعنف التي مثلتها هذه القصص، ثم قدَّم مثال الرحمة التي أبداها رسول الله(ص) تجاه الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام) في الكثير من المواضع، وما قام به الإمام علي(عليه السلام) مع بعض أبناء من قتلهم من محاربيه. وشدّد سماحته على بعض المواقع التي بكى بها الرسول(ص) وأهل بيته(عليهم السلام) في مشهد واضح لنموذج الرحمة التي تمثلها دمعتهم الصادقة، في ظل منظومة متكاملة مترابطة من الرحمة الإلهية.
وأضاف الشيخ "الكربابادي" أن السيدة الزهراء(عليها السلام) عاشت في شعب أبي طالب وعانت مع أهلها وتألمت معهم وأحسَّت بمصائبهم ومعاناتهم فكانت كتلة وقادة من الرحمة، انعكس ذلك على سلوكها لدرجة أن سمّاها النبي الأكرم(ص) بـ"أم أبيها". كما كانت مُحرِّكاً أساسياً في صناعة شخصيات نساء المهاجرين والأنصار في المدينة تمهيداً لصناعة مجتمع كامل يفهم الرحمة الإنسانية على حقيقتها ويطبقها عملياً في حياته اليومية. واختتم سماحتُه بحثَه ببعض الأحاديث التي قالها رسول الله(ص) في فضائل السيدة الزهراء(عليها السلام)، وتلا بعدها النعي والمصيبة الفاطمية المفجعة.
ثم اعتلى المنبر الأخ الرادود عباس يوسف الذي قرأ بعض الأبيات المفجعة حول مصيبة السيدة الزهراء(عليها السلام) بكل محطاتها، اختتمها بلطمية من وحي المناسبة ودعاء الحجة(عجل الله فرجه الشريف) بمشاركة الحضور وتفاعلهم.