قراءة تاريخية لمواقف المرجعيات الدينية في البحرين
أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2023/12/08 ، بمشاركة الأستاذ الباحث "عباس المرشد"، تحت عنوان :" المرجعية الدينية والإحتلالات .. قراءة تاريخية لمواقف المرجعيات الدينية في البحرين".
افتتحت الأمسية بآيات بينات من كتاب الله، ثم كانت مقدمة سريعة من الأستاذ "محمد الشهابي" الذي أكد على أهمية الموضوع المطروح في الأمسية، من خلال قراءة وجهات النظر المختلفة وآراء بعض المراجع وإعطاء بعض الأمثلة من أحداث حصلت إبان القرن الماضي، ثم قام بتعريف الضيف بمختصر مفيد.
بعدها اعتلى الأستاذ الباحث "عباس المرشد" المنبر ، فاعتبر أن الموضوع المطروح ملتصق بشكل جذري بتاريخ البحرين المليء بالمشاكل لأنه تضمَّن جريمة محو هوية شعب بأكمله. فقدم الأستاذ "المرشد" قراءة في تاريخ البحرين القديم منذ ما قبل الميلاد واستيلاء الإمبراطوريات المختلفة على المنطقة من اليونانيين والمقدونيين وبعدها العرب والإسلام معتبراً أن هذا التاريخ كله شاهد على حروب طاحنة كان لها الدور الأبرز في التكوين الديمغرافي المجتمعي للبحرين. كما شهد البحرين احتلالات سريعة ومتعاقبة في القرن الثامن عشر وصولاً الى الإحتلال الوهابي في القرن التاسع عشر ثم احتلال آل خليفة حتى يومنا الحاضر.
ثم تعرَّض الأستاذ إلى المنهجية المفترض اتباعها في قراءة وكتابة التاريخ كون التاريخ البحراني تعرَّض لعمليات تحريف من قبل الحكام المتعاقبين، الذين قاموا بكتابة تاريخ يتماشى مع أهوائهم الشخصية. كما روى الأستاذ بعض النصوص التي تؤكد أن تدخل المرجعيات الدينية أنقذ البحرين من محاولات القضاء على هوية الشعب البحريني في كل الإحتلالات التي تعرضت لها البلاد منذ عام 1700 وحتى وقتنا الحالي، وقدَّمَ أمثلة بارزة عن فقهاء بحرانيين شكلوا مقاومات جابهت الأعداء، وكانوا بأنفسهم في مقدمة المدافعين عن بيضة الإسلام في البحرين لا بل كانوا من أوائل الشهداء في سبيل الدفاع عن الشعب ومقدساته.
ثم قدم الأستاذ خلاصة حول تأسيس نظام المرجعية في البحرين على يد الشيخ ميثم البحراني وعدداً من المراجع الآخرين، ونقاط القوة والضعف التي تعرضت لها في مختلف الحقبات الزمنية، مميزاً بين نموذجين من الإحتلالات : الإحتلال العسكري والإحتلال الإستيطاني، وتأثيره في قوة وضعف نظام المرجعية وفقاً لكل حقبة زمنية من تاريخ البحرين.
ثم أتى الأستاذ على تفصيل احتلال آل خليفة للبحرين ومحاولتهم تغيير الشكل الثقافي والديمغرافي والتربوي للشعب البحريني، والفظائع التي ارتكبوها بحق الناس ونشوء مقاومة شعبية ضارية واجهت آل خليفة، وبعدها تحول البحرين ومنطقة القطيف إلى منطقة تقية، كسياسة حمائية للثقافة والمجتمع بأمر من المرجعية آنذاك.
ثم أعطيَت الفرصة للجمهور لطرح الأسئلة فاعتبر الأستاذ أن نقطة الضعف في تدوين التراث والمواقف في البحرين هو محض عدم اهتمام وقلة إقدام وقلة تشجيع من بعض المعنيين في السابق كان من نتيجته عدم وجود أية دراسة حول نظام المرجعية في البحرين.