الشهيد مرتضى مطهري .. عطاء متجدد
تحت عنوان "الشهيد مطهري... عطاء متجدِّد"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/01/12، بمشاركة الأستاذ"محمد علي".
افتتحت الأمسية بمجلس فاتحة وقرآن كريم بمناسبة وفاة كل من الحاج "علي صالح الشهابي" والملا "عباس الشهابي"، ثم بدات الأمسية بعرافة السيد "أحمد الوداعي" الذي قدم نبذة سريعة عن حياة العلامة الفيلسوف الشهيد الشيخ "مرتضى مطهري" ثم أعطى الكلام للأستاذ "محمد علي" لطرح بحث الأمسية.
بدوره افتتح الأستاذ "محمد علي" بحثه بالحديث عن الشهيد الشيخ "مرتضى مطهري" كمُنظر رائد للثورة الإسلامية، لا بل المنظر الأول باعتباره كان على رأس لائحة الإنتقام التي وُضعت من قبل أعداء الثورة في تلك الحقبة. وما العظمة التي اكتسبتها الثورة الإسلامية في إيران إلا نتاج ما هيأت له ثلة من العلماء المخلصون الذين نظروا لها وبشروا بها ورسموا طريقها وعلى رأس أولئك المنظرين كان الشيخ "مطهري".
واعتبر الأستاذ أن الثورات في العالم بحاجة إلى هكذا منظرين كي يُكتب لها النجاح بعد انتصارها، ضارباً لذلك مثال الثورة الفرنسية والروسية والأمريكية، وبدون هؤلاء المنظرين لن يحالف الحظ تلك الثورات التي لا تحسب حساباً لما بعد الإنتصار وخير مثال لذلك ما شهدته مصر مؤخراً من ثورة، تمَّ الإنقلاب عليها بسهولة.
بعدها تحدث الأستاذ حول التغييرات التي أحدثتها حركة الشهيد "مطهري" في الشارع الإيراني والشيعي وخصوصاً في الحوزة العلمية، كما تكلم عن شجاعة الشهيد "مطهري" في مواجهة وتحدي أعدائه وخصومه الذين وقفوا بوجه حركته التصحيحية.
واعتبر أن تاريخ الشيعة شاهد على محاولات تكبيل هذا النمط التحرُّري من العلماء لإبقائها في حالة من التخلف والرجعية، وأعطى أمثلة على هذه النقطة، السيد "موسى الصدر" والسيد "محمد باقر الصدر" والسيد "عباس الموسوي" والسيد "حسن الشيرازي" وغيرهم حتى الشيخ "نمر باقر النمر" الذين تم استهدافهم بسبب محاولاتهم تنوير أذهان الناس وتوجيههم إلى التحرُّر الإسلامي الحقيقي.
وما إحياء ذكرى هؤلاء العظماء إلا للتنوُّر بفكرهم والإقتداء بمَشْيِهم. ثم تحدث الأستاذ عن تضحية هؤلاء المفكرين العظماء، في تحملهم لهذا البلاء والعناء، ووقوفهم في الصفوف الأمامية، بهدف الحفاظ على الهوية وعلى الكرامة الإنسانية. واعتبر الأستاذ أن واجبنا تجاه هؤلاء هو نشر معارفهم وفكرهم وحمل شعلتهم والتبشير بها وتبليغها للأجيال القادمة.
بعدها فُتح المجال أمام الحضور لطرح مداخلاتهم وأسئلتهم، فتحدث بعض الحاضرين عن مؤلفات الشهيد مطهري ومحاضراته حول الرؤية الكونية للإسلام وأجوبته على كل الأسئلة المطروحة في الشارع الإسلامي، وضرورة تعرُّف الجيل الشاب على رؤية الشهيد "مطهري" لهذه المفاهيم في الرؤية الكونية للدين ومفاهيم العدل الإلهي في فكر الشهيد "مطهري". كما تحدث بعض الحاضرين عن تأثير نهج الشهيد "مطهري" على حياتنا الشخصية وبيئتنا ومجتمعنا وانفتاحه على ثقافات الشعوب الأخرى.
في ختام الأمسية تلا السيد "أحمد الوداعي" نداء الإمام الخميني(ره) عند تعزيته باستشهاد الشيخ "مطهري" ثم قرأ أبياتاً شعرية بمناسبة ولادة الإمام الباقر(عليه السلام) ودعاء الحجة(عجل الله فرجه الشريف).