مولد أبطال كربلاء عليهم السلام وإنتصار الثورة الإسلامية في إيران
في أجواء الأفراح الشعبانية والولادات المباركة لأئمة أهل البيت(عليهم السلام) في بدايات هذا الشهر الفضيل، تزامناً مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/2/16، بمشاركة سماحة الشيخ "حسن التريكي"، والرادود "مهدي سهوان"، والشاعرين"ناصر رسول" و "الدكتور سعيد الشهابي"، فيما تولى عرافة الأمسية السيد "أحمد الوداعي".
افتتحت الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها القارئ "مجتبى محمد"، وبعده قدَّم الأمسية الأخ السيد "أحمد الوداعي"، الذي رحّب بالحضور وقدَّم ملخصاً عاماً حول فضائل المناسبات الشعبانية وكرامات شخصياتها ودعا الشيخ "حسن التريكي" لإلقاء كلمته.
بدوره اعتلى سماحته المنبر، فبارك للحضور هذه الأيام الفضيلة، وافتتح بحثه بالحديث المروي عن رسول الله(ص) : "إنما مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق وهوى" معتبراً أن تشبيه الرسول(ص) لأهل بيته(عليهم السلام) بسفينة النبي نوح(عليه السلام) إنما هو دلالة على أنهم هم السبيل الوحيد للنجاة من كوارث الدنيا، ولا مصير لتارك هذه السفينة إلا الغرق والهاوية كما حصل مع من تخلف عن سفينة نبي الله نوح(عليه السلام).
ثم أتى سماحته على الحديث المروي عن النبي الأكرم محمد(ص): "الحسين(عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة النجاة"، معتبراً أن الأحاديث والروايات أكدت على خصوصية الإمام الحسين(عليه السلام) لكونه سبيلاً للنجاة ونور يستضاء به، ومحورية الإمام(عليه السلام) في جمع الناس في المؤتمر الإسلامي الشعبي الإنساني السنوي الذي یقام كل سنة في مختلف بلدان العالم وهو إحياء عاشوراء إضافة إلى الأهمية التي اكتسبتها زيارة الإمام الحسين وأيام الأربعينية دون كل المعصومين(عليهم السلام).
ثم عرَّج سماحته على ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران فاعتبرها ثمرة من ثمرات ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) والتي انفتحت على الإنسانية بأجمعها متأثرة بأحداث كربلاء. من هنا نقل سماحته أحاديثاً حول تأثر الثورات العالمية بثورة الإمام الحسين(عليه السلام) منها أحاديث لشخصيات لا تمت إلى التشيع بصلة، من تشي غيفارا وغاندي وماو تسي تونغ وغيرهم ممن تأثر بثورة الإمام الحسين(عليه السلام).
ثم كانت فقرة شعرية ألقاها الدكتور "سعيد الشهابي" الذي ألقى قصيدة بعنوان "ولادة الحسين(عليه السلام) رافع راية محمد(ص)" تمحور مضمونها حول الفرحة التي عمَّت الإسلام مع ولادة الإمام الحسين(عليه السلام) والخير الذي فاض في البشرية بولادته الميمونة، وخلوده في التاريخ نظراً لمآثره التي كانت له طوال حياته الشريفة.
إضافة لذلك ألقى الشاعر "ناصر رسول" قصيدة في المناسبة تحدثت حول الولادات الشعبانية التي بدأت مع ولادة الإمام الحسين(عليه السلام) ومنها ولادة صاحب العصر والزمان الإمام المهدي(عج) وفرحة الأرض والسماوات بهذه الولادات . ودعا في قصيدته إلى ربط هذه الولادات بالأحداث التي تخللت حياة هذه الشخصيات العظيمة التي التقت في حادثة كربلاء والتي لن تستكين أحداثها إلى بالثارات التي يطلبها الإمام المهدي(عج) عند ظهوره المبارك.
بعد ذلك اعتلى المنبر الرادود "مهدي سهوان" وقدم تواشيح خاصة بالمناسبة، وفضائل الشخصيات المعنية بهذه الولادات المباركة وعلاقتها بالرسول(ص) وبالإسلام والمكانة التي يمثلها دور هذه الشخصيات في المجتمع الإسلامي. ثم كانت كلمة للرادود "سهوان" تحدث فيها عن صفات المحسنين الذين يقدمون للآخرين من ما يملكونه فيستحوذون على رضا الله وحبه فدعا إلى إطاعة الإمام المهدي(عج) من خلال هذا الإحسان. ثم تحدث عن صفات المتقين الموجودة في القرآن الكريم، منها الإنفاق في السراء والضراء معتبراً أن العفو هو وجه من وجوه الإنفاق في سبيل الله، والخير الذي يعوضه الله لعباده المنفقون.
وأكمل الرادود "مهدي سهوان" حديثه حول العديد من الصفات منها كظم الغيظ ومسامحة الناس والعفو عنهم ومفاعيل هذه الصفات على شخصية المؤمن وضرورة التحلي بهذه الفضائل الحسنة والبعد عن الإنحرافات للنهوض بمجتمع مثالي.
ثم أنهى "سهوان" كلامه بتواشيح حاكت ولادة "أبي الفضل العباس" والظروف التي أحاطت ولادته الميمونة.