قراءة في كتاب البحرين 1923 للأستاذ عباس بوصفوان
تحت عنوان: "قراءة في كتاب البحرين 1923.. نقد منهجي للسردية السائدة عن عشرينيات القرن العشرين"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/03/08، بمشاركة الأستاذ "عباس بوصفوان".
افتتحت الأمسية بآيات بينات من كتاب الله العزيز، ثم عرَّف الأمسية الأخ "علي مشيمع" الذي رحَّب بالحضور وقام بقراءة خطبة الرسول(ص) في استقبال شهر رمضان المبارك باعتبار أننا نعيش عملية التحضير لاستقبال الشهر الفضيل، مستذكراً المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والمسؤولية الملقاة على عاتق المؤمنين الصائمين تجاه هذا الشعب المظلوم. ثم قام بتعريف ضيف الأمسية من خلال كتابه الجديد "البحرين 1923... نقد منهجي للسردية السائدة عن عشرينيات القرن العشرين".
بدوره أعطى الأستاذ "عباس بو صفوان" لمحة سريعة عن كتابه، معتبراً أن الإضافة فيه تكمن في تكميل ما كُتب سابقاً، ويقدم أطروحة جديدة كون عام 1923 كان مفترقاً مهماً في تاريخ البحرين الحديث منها تنصيب "حمد بن عيسى" وخطاب المقيم السياسي "جورج نوكس" ووضع مرتكزات لنظام 1923 الذي مازال سائدا، فيما ركزت السردية السائدة على أمور أقل أهمية مثل عزل "عيسى بن علي" ما يسمى لإصلاحات.
واعتبر الكاتب أن تنصيب "حمد بن عيسى" لم يكن المرة الأولى التي يتدخل فيها البريطانيون لتنصيب حاكم على البحرين إلا أن في هذه المرة كانت عملية إعادة هيكلة المنطقة ككل بعد تدخلهم في تشكيل الحكم في كل من إيران ومصر والعراق ومعاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور، ولم تكن البحرين استثناء.
من هنا جاء الحاكم الفعلي للبلاد البريطاني"نوكس"، لتثبيت حكم "آل خليفة" على البلاد من خلال "حمد" بإعطائه كل صلاحيات الملك، وتقديم صوت مهيمن للطائفة السنية في إدارة البلاد، واعتبار الشيعة مواطنين من الدرجة الثانية.
وأكد الكاتب أن البعض حاول حرف الأنظار عن القصة الحقيقية من وراء العزل الذي حصل عام 1923، من خلال إعطاء هذا العزل أكثر من حجمه مقارنة بما أرادته خطة السياسة البريطانية في البحرين، بعد أن كرَّس "نوكس" الهوية السنية للبحرين وعزلها عن العراق وإيران، تمهيداً للاستثمار فيها سياسياً واقتصادياً. كل هذا كان بعيداً عن الإصلاح الذي تكلم عنه "نوكس" لا بل إن الأستاذ "بو صفوان" اعتبر أن "نوكس" كرَّس هيمنة انجليزية على القضاء منعاً لأية محاولة إصلاحية في البلاد.
وتحدث الأستاذ "بو صفوان" عن الوثيقة الشيعية والوثيقة السنية اللتَيْن نُشرتا في ذلك الوقت والمطالب التي تضمنتها كل منهما والإجحاف الواضح الذي مورس بحق الشيعة منذ ذلك الوقت في أبشع عملية تفرقة طائفية عملت عليها بريطانيا في البحرين والمنطقة.
بعدها فُسح المجال أمام الأسئلة والمداخلات، فكانت استفسارات عن مسألة التعارض في عملية الرجوع في التحقيق حول هذه المواضيع الى الوثائق البريطانية، فاعتبر الأستاذ "بو صفوان" ان العودة إلى الوثائق البريطانية أمر لا مفرَّ منه، نظراً لعدم وجود أرشيف بين يدي الكُتّاب، وحرص "آل خليفة" على إخفاء ما يملكون من أرشيف تاريخي يمكن الإعتماد عليه. وأضاف أن الرجوع إلى وثيقة معينة هو أمر ضروري لكن الأساس يكمن في قراءتها بشكل صحيح.