اهتمامات علماء البحرين بالقرآن .. تفسير البرهان انموذجا
في أجواء حلول شهر رمضان المبارك، وتحت عنوان :"اهتمامات علماء البحرين بالقرآن .. تفسير البرهان أنموذجاً"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم السبت المصادف لــ2024/03/16، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي" ضمن فقرة مفاهيم قرآنية، والأستاذ "عباس المرشد".
بدأ الشهابي الفقرة بإعتبر أن الأخلاق التي تحلى بها رسول الله(ص) لم تبرز فقط في الآيات القرآنية وإنما أكدت عليه الكثير من الروايات والأحاديث، لا بل إن النبي محمد(ص) تخلَّقَ بأخلاق القرآن على حد تعبير الكثير من الأحاديث الدينية التاريخية. ثم تعمَّق الدكتور في تفسير ما جاء على لسان النبي(ص) في خطبته في استقبال شهر رمضان المبارك :"من حسَّن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط يوم تزلُّ فيه الأقدام"، معتبراً أن الأخلاق هي جوهر في الدين وليست أمراً هامشياً، في وقت ربط فيه الله(جل جلاله) دخول الجنة بالأخلاق من خلال مصاديق ذكرت في القرآن وتطبيقات عملية.
ثم اعتلى الأستاذ "عباس المرشد" المنبر، فاعتبر أننا في الفترة الأخيرة نشهد استهدافاً واضحاً لهوية الشعب البحريني بطرق مختلفة منها اختلاق تاريخ جديد ومعالم جديدة، مؤكداً على ضرورة شرح علاقة الشعب البحراني بقراءة القرآن منذ 200 سنة مشيراً الى الأوقاف القرآنية التي كانت منتشرة في زوايا مدن وقرى البحرين بشكل عام. هذه الأوقاف التي تدل على التراث الفكري والمعرفي لهذه المجموعة البشرية.
أكد الأستاذ أن الحوزة العلمية في البحرين تأسست منذ القرن الخامس وكانت اهتماماتها فلسفية ولم تصل مؤلفاتها القرآنية إلينا. وكان الشيخ "أحمد ابن المتوج البحراني" أحد مؤسسي المجتمع الديني في البحرين، أول من عُرفت مؤلفاته القرآنية من خلال كتابه:"منهاج الهداية في شرح الخمسمئة آية" وهو أول تأليف قرآني بحراني يمكن الرجوع إليه. وبالتالي استطاع هذا العالم ومعه علماء آخرون نقل البحرين إلى مستوى العلوم القرآنية التي يمكن الأخذ بها في كافة دول المنطقة والعالم. وكان علماء البحرين من السباقين الأوائل في التفكير بالتفسير الموضوعي للقرآن، وكانت كتبهم معتمدة في التدريس في الحوزات العلمية وتحولت سريعاً إلى مناهج بحد ذاتها، ما أدى إلى جذب العديد من العلماء والفقهاء من دول الإقليم.
بعدها كانت جهود السيد "هاشم البحراني" الذي اهتم بالحديث وكانت له مؤلفات منها كتاب:"ترتيب كتاب التهذيب"، ثم كان كتابه المعروف "البرهان" الذي جمع فيه تراث أهل البيت(عليهم السلام) وأوقف من خلاله مدّاً هائلاً من أنماط التفاسير اللغوية وخطورتها على إمكانية تحريف القرآن من خلال وجود أوجه مختلفة في الصرف والنحو واللغة. فاستطاع السيد "هاشم البحراني" إعادة تراث تفسير القرآن بالاعتماد على روايات أهل البيت بشكل كامل بعد أن اختار أكثر من خمسين مرجعاً وتفسيراً نقل منها روايات وقام بالتفسير من خلالها ولم يكن عمله جمعاً للروايات فقط وإنما كان يختار الروايات بشكل انتقائي استثنائي مع الكثير من الدراسة والتمحيص.
كما كانت له كتابات كثيرة في التفسير الموضوعي للقرآن ومن مؤسسي منهج تفسير القرآن بالقرآن. هذه الكتابات وهذا الجهد الذي قام به السيد "هاشم البحراني" كان الأرضية الأساسية لتكوين المجتمع القرآني في البحرين، مجتمع يهتم بالعلوم القرآنية وبالعقيدة من أصولها الصافية.
ثم سمح المجال للحضور للأسئلة والمداخلات، التي أكدت على ضرورة حفظ هذا التراث وتفعيل الدراسات القرآنية وإعادة الإهتمام بهذه الآثار القرآنية الموجودة في زماننا الحاضر.