مولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
في أجواء شهر رمضان المبارك، وبمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم السبت المصادف لــ2024/03/23، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي"، والدكتور "جلال فيروز" والمنشد "عباس يوسف".
في البداية قام بتعرفة الأمسية الأخ "علي مشيمع"، الذي تحدث عن ضرورة استذكار الأحداث المؤلمة التي تجري في فلسطين وأهمية الدعاء للشعب الفلسطيني والظروف الصعبة التي يعيشها خلال شهر رمضان المبارك خاصة، وعدم نسيان المعتقلين البحرانيين في سجون النظام ومعاناتهم اليومية واضطرارهم للقيام بالإضراب عن الطعام رغم الصيام نتيجة المعاملة السيئة والمذلة التي يتعرضون لها، وضرورة الدعاء لهم لفك أسرهم.
ضمن فقرة مفاهيم قرآنية، رحَّبَ الدكتور "سعيد الشهابي" بالحضور وطرح في بحثه نماذج عن الأخلاق التي ذكرت في القرآن الكريم، فاعتبر أن الأمانة هي جزء أساسي من شخصية الإنسان مستشهداً بما قاله الإمام علي(عليه السلام) في توديع السيدة الزهراء(عليها السلام) بأنها أمانة استُرجعَت ووديعة رُدَّت، إضافة إلى مفهوم الآية الكريمة:"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"، باعتبار أن صون الأمانة وردَّها هو أمر وفرض إلهي منزل لا يمكن التهاون به.
وتحدث الدكتور عن الذم الشديد الذي تمَّ التأكيد عليه لمن لا يرد الأمانة معتبراً أن الأمانة لا تنحصر بالأمور المادية وإنما هناك أمانات بمستوى الكون والدين والرسالة الإسلامية التي يجب صونها كونها أمانة من الله في رقاب الناس. واعتبر الدكتور " الشهابي" أن السجناء والمعتقلين أودعونا أمانة قضيتهم وواجبنا العمل لضمان حريتهم في المفهوم الأوسع للأمانة، وفلسطين هي أمانة الأمة أيضاً وواجبنا حفظها والإهتمام بها والحرص عليها، كما العائلة والوطن والإنسانية وعلينا أن نؤدي حقوق هذه الأمانة.
وجاء الدكتور على بعض الآيات التي تؤكد أهمية مفهوم الأمانة منها:"والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" وغيرها من الآيات التي شدَّدَت على هذا المفهوم العميق.
ثم اعتلى الدكتور "جلال فيروز" المنبر ورحَّب بالحضور وافتتح كلامه بأبيات شعرية حول ولادة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) وفضله على المجتمع والدين والرسالة الإسلامية وفضائل يوم مولده. ثم تحدَّث عن مكانة الإمام(عليه السلام) بالنسبة لرسول الله(ص) باعتباره ريحانته معتمداً بذلك على الكثير من الروايات التي حث بها النبي(ص) على حب الإمام المجتبى(عليه السلام) كون حب الإمام(عليه السلام) من حب النبي(ص).
ونقل الدكتور"فيروز" رواية تؤكد أن الله(جل جلاله) هو من سمى الإمام المجتبى(عليه السلام) بـ"حسن"، نقل ذلك جبرائيل(عليه السلام) للنبي(ص) عن الله(جل جلاله) يوم ولادة الإمام الحسن(عليه السلام) وهو أول وليد من ذرية رسول الله(ص).
ثم جاء الدكتور على بعض الكتب التي كُتبت حول الإمام الحسن(عليه السلام) منها ثلاثة مجلدات لـ"هاشم معروف الحسني" وعشرة مجلدات للسيد "المرتضى العاملي"، كما تحدث عن بعض فضائل الإمام الحسن(عليه السلام) كونه "كريم أهل البيت(عليهم السلام)"، فذكر أن الإمام الحسن (عليه السلام) لطالما شارك الله سبحانه وتعالى أموالَه لدرجة أنه خرج ذات مرة عن ماله أي تبرَّع بكل ماله للفقراء. ثم تحدث عن شجاعته وقوته فذكر بأنه لطالما كان رأس حربة الإمام علي(عليه السلام) في الكثير من المعارك منها صفين والجمل مع كل ما تعرَّضت له صورة الإمام(عليه السلام) من تشويه على مرِّ السنين.
ثم أتى الدكتور على مناسبة القرقيعان وأصلها اللغوي التي تعود إلى كلمة "قرة عين" وأصولها التاريخية التي تعود إلى ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) ، ثم اختتم كلمته بأبيات شعرية حاكت المناسبة المجيدة.
ثم اعتلى المنبر المنشد "عباس يوسف"، فقدَّم أهازيج وتواشيح حول المناسبة العطرة لولادة الإمام المجتبى(عليه السلام) والفرحة التي عمَّت أهل بيت النبوة(عليهم السلام) بالمولود الجديد، إضافة إلى فضائله ومناقبه، بمشاركة الحضور وسط جو مليء بالبهجة والسرور والفرحة. ثم ختم الأمسية بدعاء الفرج .