الليلة (الثانية) وفاة أمير المؤمنين عليه السلام
في أجواء شهر رمضان المبارك، وبمناسبة ذكرى شهادة أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم السبت المصادف لــ2024/03/30، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي"، وسماحة الشيخ د. "علي الكربابادي" والرادود "عباس يوسف".
ضمن فقرة مفاهيم قرآنية، رحَّبَ الدكتور "سعيد الشهابي" بالحضور وافتتح بحثه حول أحد مفاهيم الأخلاق في القرآن الكريم وهو مفهوم "الوفاء بالعهد" باعتباره تشريعاً ضمن نصوص واضحة وآيات مباشرة ومؤكدة. فالوفاء بالعهد هو مسألة جد مهمة كسلوك إنساني وقيمة نبوية لما لها من دور في تزكية النفوس وصفاء الإيمان، وما يترتب عليه من أجر عظيم من قبل الله(جل جلاله)، كما اعتبر القرآن الكريم أن الموفين بعهودهم هم أولو الألباب وهم الخيَرة والمتقون، ظهر ذلك في الكثير من الآيات الشريفة منها:" من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين".
واعتبر الدكتور "الشهابي" أن المواقف التي يأخذها المؤمن على نفسه في حياته اليومية إنما هي عهود يجب الإيفاء بها على مبدأ "وعد الحر دَيْن". واعتبر الدكتور أن الإنتماء إلى الإمام علي(عليه السلام) هو في الواقع عهد بين المنتمي والمنتمى إليه وهو بمثابة ميثاق يقع الإلتزام به على عاتق المؤمنين.
بعد ذلك تلا سماحة الشيخ د. "علي الكربابادي" مجلساً لمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) مفتتحاً ذلك بنعي سريع حول الواقعة المؤلمة التي أثكلت الأمة الإسلامية بها، وحال الأمير(عليه السلام) وأهل بيته في تلك الليالي الموحشة من شهر رمضان المبارك.
وفي خضم موعظته خلال المجلس، طرح سماحته بحثاً حول معرفة الإمام علي(عليه السلام) من خلال شرحه لمضمون الحديث الشريف القائل:" ولاية علي بن أبي طالب(عليه السلام) حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي". كان ذلك من خلال نقل الأحاديث والتفاسير والروايات عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام).
كما بحث الشيخ "الكربابادي" في موضوع الرؤية الإلهية لموضوع خلافة الإمام علي(عليه السلام) للنبي(ص)، عاطفاً ذلك طلب التوحيد الإلهي من باب الإمام علي(عليه السلام) الذي هو باب مدينة علم النبي(ص) بناء على ما أوصى به النبي الأكرم(ص) . من هنا تكون ولاية الإمام علي(عليه السلام) عبارة عن حصن حصين منيع على مستوى التكوين والتشريع ومن يدخل هذا الحصن يمتلك الحصانة من النار في الآخرة والحرمة الإنسانية في الدنيا. وبالتالي فالمؤمنون مسؤولون بالمحاسبة على التقصير تجاه الإمام علي(عليه السلام) بناء على وصية الرسول(ص) الذي أفنى عمره محاولاً تثبيت ولايته على المؤمنين .
وشرح الشيخ حجم الخسارة الكبيرة التي منيت بها الأمة بخسارة الإمام(عليه السلام) في جميع التخصصات بناء على ما قاله الصحابي الجليل سلمان الفارسي:" لو ولّوها علياً(عليه السلام) لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولما اختلف عليه سيفان إلى أن تقوم الساعة ولكن هيهات فأبشروا بالبلاء وآيسوا من الرجاء".
ثم أعاد سماحته النعي وذكر المصيبة المفجعة لأمير المؤمنين(عليه السلام) وأحوال أهل بيته وبكائهم الشديد وحزنهم المحيِّر وعلى رأسهم السيدة زينب(عليها السلام)، معرِّجاً على مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) بأرض الغاضرية التي عظمت رزيتها في السماء والأرض. ثم أنهى سماحته المجلس بفاجعة آخر لحظات حياة أمير المؤمنين(عليه السلام) الشريفة، وفجيعة الأمة به.
في نهاية الأمسية كانت لطمية للرادود "عباس يوسف"، حاكت الفاجعة الكبرى في الشهر المبارك، وما تخللها من مصيبة ثكلت به السماوات والأرض، من خلال إبراز فضائل الإمام علي(عليه السلام) وحجم الخسارة في رحيله عن هذا العالم محاكياً الخراب الذي حلَّ بالدين بعد استشهاده . كما حاكت اللطمية السرد التاريخي الواقعي للحادثة فحكت الحوار الذي كان بين الإمام(عليه السلام) وأهل بيته(عليهم السلام) والحزن الذي ألمَّ بهم والنبأ المفجع الذي نادى به جبرائيل(عليه السلام) ناعياً به الإمام(عليه السلام) لأهل السماء.