الليلة (الثالثة) وفاة أمير المؤمنين عليه السلام
في أجواء شهر رمضان المبارك، وبمناسبة ذكرى شهادة أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن مجلس قراءة ليلة الإستشهاد مساء يوم الإثنين المصادف لــ2024/03/31، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي"، وسماحة الشيخ "مهدي الكعبي".
ضمن فقرة مفاهيم قرآنية، رحَّبَ الدكتور "سعيد الشهابي" بالحضور وافتتح بحثه حول أحد مفاهيم الأخلاق في القرآن الكريم وهو مفهوم "العدل" باعتباره قيمة إنسانية واضحة. فاعتبر الدكتور "الشهابي" أن العدل ليس مفهوماً محصوراً بالقضاء والحكم بين الناس فقط، مستنداً على بعض الآيات التي تؤكد وجهة النظر هذه ومنها:"أن احكم بينهم بالقسط". فالعدل هو مسألة مطلوبة من كل إنسان بمعنى أن يكون قوله وفعله منسجمَيْن، وأن يكون الإنسان المؤمن بعيداً عن ظلم أي مكوِّن من مكونات الطبيعة من شجر وحجر وحيوانات فضلاً عن البشر، وعن كل مخلوق موجود في حياتنا اليومية. من هنا اعتبر الدكتور أن أي تعدٍّ على الطبيعة إنما هو حالة ظلم منافية للعدل.
ثم تلا الدكتور بعض الآيات التي تؤكد على هذا المفهوم بالمطلق ومنها:" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا"، وغيرها من الآيات القرآنية الشريفة، التي قام الدكتور بشرحها وما تتضمنه من مفاهيم مختلفة حول العدل في القرآن الكريم.
بعد ذلك تلا سماحة الشيخ "مهدي الكعبي" مجلساً لمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) مفتتحاً ذلك بنعي سريع حول الواقعة المؤلمة، ثم تحدث في محاضرته عن فضل شهر رمضان المبارك في خطبة الرسول في استقباله للشهر الفضيل، لما له من خصوصية بين الشهور. واعتبر سماحته أن النبي(ص) وسَّم الإمام علي(عليه السلام) بعدة أوسمة منها :"علي مع الحق والحق مع علي، وعلي مع القرآن والقرآن مع علي، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، معتبراً كل ذلك هو عبارة عن أوسمة قلدها النبي(ص) للإمام علي(عليه السلام).
وكذلك هناك أوسمة وسَّمها الله(جل جلاله) للإمام علي(عليه السلام) في الآيات الكريمة :"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله"، و"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"،وغيرها من الآيات الكريمة التي تدل على فضل ومكانة الإمام(عليه السلام) في القرآن وفي وجهة نظر الرسول(ص). وذكر سماحته محاولات أمير المؤمنين(عليه السلام) لمنع الإقتتال في المعارك ومنها صفين والنهروان لأنه كان يبحث عن هداية العدو وليس حباً بالقتل وكم من مقاتلين التحقوا بجيش أمير المؤمنين(عليه السلام) بعد صبر الإمام(عليه السلام) ومحاولته عدم الإشتباك على مبدأ ما قاله الرسول(ص):"يا علي ليهدين الله بك رجلاً خير من ما طلعت عليه الشمس". وأعطى الشيخ "الكعبي" أمثلة عن أخلاق الإمام علي(عليه السلام) ومنها عدله مع بعض المذنبين من أفراد المجتمع الذي كان سائداً في ذلك الزمن، ما أدى إلى انعدام الجريمة والموبقات والظلم في السنوات القليلة التي تسلَّم بها الإمام(عليه السلام) زمام الحكم.
بعدها تحدث سماحته عن آخر لحظات العمر الشريف للإمام علي(عليه السلام) وما قام به الطبيب في تلك الساعات ووصَّف حالة أهل بيته(عليهم السلام) وأصحابه وما أوصاهم به وخاصة للإمامين الحسن(عليه السلام) والحسين(عليه السلام) والسيدة زينب(عليها السلام).