يوم القدس العالمي
في أجواء شهر رمضان المبارك، وبمناسبة يوم القدس العالمي أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم السبت المصادف لــ2024/04/05، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي".
افتُتحت الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الأخ "علي مشيمع" ثم اعتلى الدكتور "سعيد الشهابي" المنبر، وافتتح حديثه ببحث ديني أخلاقي حول عزة الإنسان المؤمن وشرفه وكرامته تحت مفهوم "التواضع". فاعتبر أن التمسك بالحق ليس تكبراً ومطلوب من المؤمن أن لا يستعلي على الآخرين كما أشارت إليه الآية الكريمة :" واخفض جناحك للمؤمنين".
ومن صفات المؤمنين أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، وبالتالي فإن هذه الرحمة تستدعي التواضع والخفة والضعف أمام الله مهما وصل إليه مستوى الإنسان. واعتبر الدكتور أن رسول الله استطاع التأثير في أكثر المجتمعات تشدُّداً وغلظة من خلال تواضعه وأخلاقه، مقدماً لذلك نماذج عن تجارب شخصية في المجتمع الحالي.
ثم أكد أن التواضع هو سمة راقية وقيمة مضافة في الإسلام وفي الإنسانية وأن الله وصف النصارى بأنهم لا يستكبرون مثالاً على الأخلاق المشتركة التي تتوحَّد عليها الأديان السماوية المختلفة. كما اعتبر أن الأنبياء كانوا جميعاً متواضعين لذلك قُبلت دعوتهم واتُّبعوا في نهاية المطاف دون الطغاة المتكبرين.
ثم عرّج الدكتور على مسألة "يوم القدس العالمي"، فتكلم حول تأثير الإمام الخميني(قده) في قيادة أكبر ثورة شعبية في التاريخ الحديث وعلاقته بالقضية الفلسطينية منذ أن كان منفياً في النجف الأشرف. ثم تحدث الدكتور مسهباً عن ارتباطات إيران ما قبل الثورة بإسرائيل ومسارعة الإمام الخميني(قده) إلى قطع العلاقات مع الأنظمة العنصرية وأهمها اسرائيل.
واعتبر الدكتور أن التحول الديمقراطي في العالم العربي سوف يعطي الشعوب حقها في رفضها للإحتلال كما في العراق ولبنان واليمن مستشهداً بالقمة العربية التي عقدت في السودان بعد حرب الأيام الستة في سنة 1967 وما نتج عنها من لاءات ثلاث وهي: لا للاعتراف ولا للتفاوض ولا للتصالح مع إسرائيل. ثم أكد الدكتور"الشهابي" أن الشعوب الحرة هي التي سوف تستعيد حرية فلسطين على مبدأ :" فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد"، وبالتالي فإن هناك صراعاً قائماً في الدول العربية بين الحرية والاستبداد لأن الشعوب بحاجة إلى قدر من الحرية وأن تملك قرارها للنهوض ومحاولة التحرُّر، مؤكداً أن الشعوب لا تُطبِّع مع العدو، ضارباً مثالاً على ذلك مستوى المظاهرات التي نشبت في الدول العربية ضد ما نشهده اليوم من أحداث مؤسفة.
ثم أكد الدكتور أن قضية القدس هي قضية الأمة الأولى المنصوص عليها في القرآن من خلال سورة الإسراء، وبالتالي فإن فلسطين بالنسبة لنا هي أرض مقدسة، حتى في الموقف المسيحي الذي لم يكن متماشياً مع سياسات الإحتلال اليوم.
ثم كانت هناك بعض الأسئلة حول الموضوع، فأكد الدكتور "الشهابي" على ضرورة اتخاذ قرارات صارمة من قبل الغرب بالنسبة للقضية الفلسطينية يكون لها تأثير فعلي على مسار الأحداث في محاولة لتغيير نظام القوى القائم حالياً في ظل هذا الإلتزام الغربي الكامل بحماية اسرائيل.