إستشهاد الإمام محمد الباقر عليه السلام
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر(عليه السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/06/14، بمشاركة سماحة الشيخ الدكتور "علي الكربابادي" في المجلس الحسيني، والرادود "عباس يوسف".
وقبل بدأ المجلس الحسيني أُقيم مجلس قرآن وتأبين للمرحوم السيد جلال علوي سعيد، وقد ألقى الدكتور "سعيد الشهابي" كلمة تأبينية في حق المرحوم الذي كان له دور بارز في تأسيس مؤسسة "دار الحكمة" وكان من السباقين في طرح وإدارة الأنشطة منذ الثمانينيات، وله تاريخ نضالي طويل لنصرة شعب البحرين.
وبدوره قام الدكتور "حسن السهلاوي" بتقديم شهادته حول المرحوم السيد "جلال علوي" فاعتبر أن معرفته بهذا الرجل تثبت أنه رجل متدين بامتياز، وأنه كان أكبر من عمره في مختلف الفترات الزمنية، إضافة إلى كونه جاداً ومثابراً في دراسته فاختار لنفسه اختصاصاً صعباً، وأنه كان رياضياً متألقاً فجمع بين التدين والأخلاق العالية والجد والمثابرة والرياضة.
بعدها اعتلى الشيخ الدكتور "علي الكربابادي" المنصة وافتتح المجلس بنعي حسيني مقتضب رواه فيه مصيبة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بمصاب أبنائها وذريتها على مر السنين، ثم طرح بحثه حول شأنية العلم وتأسيس الإمام الباقر(عليه السلام) لمرجعية العلم كعنصر اقتدار وهيمنة لدى مذهب أهل البيت(عليهم السلام). فاعتبر سماحته أن الأئمة هم ولاة أمر الله(جل جلاله) وورثة وحيه وحملة كتابه، بناء على ما روي عنهم، وهذا سبب قيادتهم وريادتهم في أمة النبي الأكرم محمد(ص)، كاختيار منطقي لِمَا توفر فيهم من عناصر العلم والفهم والتسليم.
وعرَّج سماحته على روايات تحدثت حول أهمية التعلم والتعليم من خلال اعتباره معالم الحلال والحرام فإن التعلُّم حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة به تسبيح والعمل به جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة، جاء ذلك في رواية عن الرسول الأكرم محمد(ص). من هنا أصرَّ الإمام الباقر(عليه السلام) على إبراز الجانب العلمي في شخصية الشيعة بهدف ايجاد حاكمية علمية عندهم، وما فعله الأئمة هو أن يحافظوا على استقلالية هذه الحاكمية، ما جعل المذهب الشيعي عصياً على التطويع وهذا ما لا يمكن أن يتحمله العُتاة والمستكبرون. وتطرأ سماحته الى استقلالية الحوزة العلمية في هذا السياق طارحاً بعض النماذج والأمثلة لبعض علماء الدين، والليونة التي يتمتع بها الفقهاء الشيعة من خلال استقلاليتهم في الأبحاث العلمية وحريتهم المطلقة في طرح الإشكاليات في مختلف المواضيع.
ثم عرّج الشيخ "الكربابادي" على بعض الأحداث التاريخية التي حصلت في آخر حياة الإمام(عليه السلام) بعد أن دس له "هشام بن عبد الملك بن مروان" السم، والمعاناة التي عاناها لمدة ثلاثة أيام وتذكره جده الإمام الحسين(عليه السلام) ومصابه، وكان ذلك أمام أفراد أسرته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. ثم تلا سماحته نعياً سريعاً حول مصاب الإمام الباقر(عليه السلام) في لحظاته الأخيرة عندما راح يستذكر موكب سبايا كربلاء في الشام وما فعله أبوه الإمام زين العابدين(عليه السلام) في مجلس الطاغية يزيد، فكان ذلك عبارة عن ملحمة تاريخية خلدها الإمام الباقر(عليه السلام) بذاكرته وانتقلت منه جيلاً بعد جيل.
بعدها اعتلى المنبر الرادود "عباس يوسف" فقدم أبياتاً شعرية حملت سلاماً إلى الإمام الباقر(عليه السلام) ثم قرأ لطمية حول مصيبة الإمام وشهادته، وتحدثت حول فضائله وهيبته وحضوره في واقعة الطف رغم نعومة أظافره، وبقاء هذه الحادثة تحفر في ذاكرته حتى لفظ آخر أنفاسه الأخيرة سلام الله عليه.