الإحتفال بعيد الغدير الأغر
احتفالاً بعيد الغدير الأغر، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/06/21، بمشاركة الدكتور "جلال فيروز"، والشاعر "حسن طوق" والملا "نور الدين الكاظمي" والقارئ "مجتبى محمد”.
قدَّم عرافة الأمسية المنشد "عباس يوسف"، ثم تليت آيات بينات من الذكر الحكيم بصون الناشئ "مجتبى محمد" ، بعدها اعتلى الدكتور "جلال فيروز" المنصة وافتتح بحثه بالترحيب بالحضور وطرح مسألة أهمية هذا اليوم المبارك بالنسبة للمسلمين باعتباره أعظم الأعياد حرمة واستحباب الصيام والعبادة والذكر فيه. كما اعتبر الدكتور أن الرسول(ص) أوصى الإمام علياً(عليه السلام) باتخاذ هذا اليوم عيداً وفق ما جاء في الروايات المعتبرة.
عدها استعرض الدكتور جانبين مهمين في يوم الغدير هما البعد السياسي القيادي والبعد الإجتماعي، فاعتبر أن البعد السياسي القيادي في عيد الغدير ينطوي في منطق القيادة العام، ألا وهو وجوب تعيين قائد أو رئيس أو والٍ على رأس أية مجموعة بشرية ويجب أن يمتلك صفات أوصى بها النبي(ص) في شرائعه ومنها الولاية والإمامة في بُعديهما الخَلقي والتكويني - التشريعي.
وتطرأ الدكتور الى السبب الذي جعل النبي(ص) يدعو الناس إلى بيعة الإمام علي(عليه السلام) مع أن كلامه حول بيعته وإمامته وولايته كان كافياً، فاعتبر أن إلقاء الحُجة على من لم يسمع بهذا التوجيه من النبي(ص) وبالتالي من الله(جل جلاله)، خاصة بعد اعتراض البعض على مجريات الحادثة، إضافة إلى أن هذه البيعة كان يجب أن تنعكس على نفوس الناس وشخصياتهم لمتابعة المُبايَع في كل الصفات التي يمتلكها والمسار الذي اختاره الله(جل جلاله) له إلى يوم القيامة.
ولإثبات ذلك استشهد الدكتور بأحاديث جاءت على لسان بعض أعداء الإمام(عليه السلام)، الذين لم يستطيعوا أن يحجبوا هذه الحقيقة عن الناس منذ أن حصلت واقعة الغدير. إلا أن انحراف الأمة عن ولاية علي(عليه السلام) هو ما جعلها أمة مُهانة وذليلة تخاف من مواجهة الأعداء المتكالبين على خيراتها، عدا موالي الإمام علي(عليه السلام).
من هنا اعتبر الدكتور أن بيعة الإمام علي(عليه السلام) ملزِمة شرعياً وعقلياً من باب عدم الخروج عن ما يدعونا إليه الإمام العادل السائر على نهج الإمام علي(عليه السلام)، والملزم العُقَلائي أي توطين النفس على هذه البيعة وبالتالي تكون قد ألزمت نفسك أخلاقياً ومنطقياً بهذه البيعة. من هنا نجد أن الرسول(ص) عندما أمر ببيعة أمير المؤمنين(عليه السلام) يوم غدير خم كان بالفعل قد ألزم المسلمين باتباعه كمنهج ولائي وليس فقط كشخص.
أما في البعد الإجتماعي فاعتبر الدكتور أن الله(جل جلاله) أراد أن يكون هذا اليوم محطة للسرور والفرح والسعادة لذلك كان هناك تذكير سنوي بهذه الحادثة باعتباره عيد الله الأكبر. فاعتبر الأئمة(عليهم السلام) أن في هذا العيد أمر أكبر من غيره من الأعياد كونه يمتلك جانباً بنيوياً في اتباع طريق الإسلام المحمدي الأصيل وبالتالي فهو فرصة لتوحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم في مواجهة الأعداء. هذه المسألة تلقي على الموالين مسؤولية التميز في المجتمع والفعالية والنشاط والمبادرة في أمور الناس وشؤونهم ليكونوا مضرب مثل بالنسبة للآخرين ويكونون خير أتباع لنهج الإمام علي(عليه السلام).
بعد ذلك اعتلى المنبر الشاعر "حسن طوق" الذي ألقى قصيدة حول عيد الغدير الأغر، ثم شارك الحضور نصاً أدبياً نثرياً بعنوان :"طير السبحة"، حاكى فيها جمالية هذا اليوم الاستثنائي في التاريخ البشري، ومعانيه المتسامية التي لخصت فضائل الإمام علي(عليه السلام) والإعتراف بذلك من قبل الأنبياء(عليهم السلام) منذ آدم(عليه السلام) إلى رسول الله محمد(ص).
بعدها استلم الملا "نور الدين الكاظمي" دفة الكلام، فقدَّم تواشيحاً من وحي المناسبة المباركة، وفضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) منذ ولادته الميمونة، شاركه ذلك ثلة من أبناء الجالية، وسط جو من السرور والبهجة عمت أرجاء المكان والأمسية.
بعدها أنهى المنشد "عباس يوسف"عرافة الأمسية بدعاء الحجة(عجل الله فرجه الشريف) شاركه في ذلك الحضور الكريم.