التنشئة الإيجابية للأطفال وفق روايات أهل البيت
تحت عنوان "التنشئة الإيجابية للأطفال وفق روايات أهل البيت"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم السبت المصادف لــ2024/07/26، بمشاركة الأخصائي في التربية والشؤون الأسرية الأستاذ "فهمي بقلاوة".
في البداية اعتبر الأستاذ "بقلاوة" أن الورشة هذه ليست إلا تقديم توجيهات بهدف تحسين طريقة التفكير في سبيل وصول الإنسان إلى الهدى الحقيقي في المجتمع . فتحدث في البداية عن التأثير المفصلي للآباء في تنشئة الأطفال على مبدأ أن الأبوان هما من يهوِّدان الطفل أو يمجِّسانه كونهما الأساس في التربية، مؤكداً أن التميز يبدأ من خلال التنشئة الإجتماعية كوسيلة أساسية لغرس القيم والعادات والتعاليم الدينية في نفوس الأبناء، في ظل ما تواجهه مجتمعات اليوم من تحديات وصعوبات على صعيد التربية السليمة.
واعتبر الأستاذ أن من أهم وظائف التنشئة الإجتماعية هو تعلم الإنسان للغة معينة، والقيم والآداب وأنماط السلوك الإجتماعي، والتعاليم التي تساعد الإنسان على الإعتماد على نفسه، إضافة إلى المهارات الحياتية التي لا يكتسبها الفرد بالوراثة وإنما بالممارسة والتطبيق والمتابعة. كما أكد الأستاذ أن الطفل اليوم بحاجة في تربيته السليمة إلى مؤسسات غير رسمية أولها الأسرة أو العائلة الأولية وبعدها جماعة الأقران أو الأصدقاء إضافة إلى مؤسسات رسمية منها المدرسة، التي تعتبر مكملة للأسرة، ووسائل الإعلام وهي سلاح ذو حدين، ووسائل التواصل الإجتماعي، والمجتمع.
كما قدم الأستاذ شرحاً تفصيلياً عن المثلث التربوي: المدرسة، المجتمع والأسرة، ونسبة أهميتها في نسج التربية لدى الطفل، مؤكداً أهمية الأسرة في بناء شخصية الطفل في الفترة الممتدة من عمر 7 إلى 14 عام. بعدها قدم الأستاذ تفصيلاً مسهباً في شرح الحديث القائل: أتركه سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً، من خلال تقديم أمثلة واقعية وحية في المجتمع المعاصر.
وفي جو من المباحثة العلمية مع الحضور عرَّج الأستاذ على كيفية صنع جيل مميز، من خلال اعتماد مثلثَيْ التربية، وبناء الثقة مع الطفل، ونسج رابطة عاطفية بين الأهل والطفل في مختلف الفئات العمرية، من خلال اعتماد أنماط التربية المختلفة التي تختلف بين الناس واحداً عن الآخر. وقدَّم الأستاذ شرحاً تفصيلياً حول أنماط الآباء ونقاطها الإيجابية والسلبية والنتائج التي يحصدها كل نمط عند تقدُّم الطفل في السن، وهذه الأنماط هي: الآباء المستبدين، الآباء الرسميين، الآباء المتساهلين، الآباء غير المهتمين. واعتبر الأستاذ أن هذه الأنماط موجودة في صلب التربية الإسلامية من خلال شرحه لحديث للإمام علي(عليه السلام): "لا يصلح الأب المتردِّد، ولا الأب الجائر، ولا الأب الضعيف، وإنما يصلح الأب المنصف، الذي يحب ويعاقب، يشجع ولا يحبط، يسعى للتفقه في أحوال أولاده، ويعلمهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة".
بعدها فتح المجال أمام الحضور لطرح أسئلتهم وتقديم مداخلاتهم، فطرح بعضهم شجونه وتساؤلاته حول تجاربه الخاصة في المهجر، وفي المقابل قدم الأستاذ مقترحاته لمواجهة هذه الصعوبات وبعض الإجراءات التي يمكن اتباعها لتجاوز العقبات خصوصاً في المهجر.