الجانب العاطفي في واقعة الطف
تحت عنوان :"الجانب العاطفي في واقعة الطف"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/08/16، بمشاركة الدكتور "حسن السهلاوي".
افتتحت الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها اعتلى الأستاذ "عباس المرشد" المنصة عريفاً للأمسية، فاعتبر أن واقعة كربلاء في الواقع ليست إلا عاطفة، مستنداً بذلك على ما ورد في زيارة الناحية المقدسة المروية عن الإمام المهدي(عج) وما تخللها من عواطف وأحاسيس جياشة تنقل الجانب الغيبي من الإحساسات المرتبطة بواقعة الطف.
بعدها اعتلى الدكتور "حسن السهلاوي" المنبر، فاعتبر أن واقعة الطف وكل ما يتعلق بها من أحداث حصلت قبلها وبعدها، تثير الحزن والشجن والأسى في قلوب الناس، ما يحفز على البذل والعطاء ويدل على المكانة التي يحتلها الإمام الحسين(عليه السلام) في القلوب والعقول، على مبدأ القول المروي عن الإمام الصادق :"إن لقتل الحسين(عليه السلام) حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدا". واعتبر الدكتور أن هذا الجانب العاطفي تكوَّنَ من عدة أمور منها:
- مكانة الإمام الحسين(عليه السلام) عند رسول الله(ص) وبالتالي عند المؤمنين. ظهر ذلك في كل الأحاديث النبوية المنقولة عن النبي(ص) بحق الإمام الحسين(عليه السلام) وأخيه الإمام الحسن(عليه السلام)، وعدم تعارضها في الروايات عند المذاهب المختلفة. ظهر ذلك أيضاً في الأداء العملي الذي اعتمده الرسول(ص) مع سبطيه عندما كانا طفلين.
- شخصية الإمام(عليه السلام) الذي عاش في كنف شخصيات مهمة منها النبي(ص) وأبيه الإمام علي(عليه السلام) وأخيه الإمام الحسن(عليه السلام) وتأثره بهم ونهله من علومهم، ما مكنه من بناء شخصية معرفية علمية إنسانية لا نظير لها، سمحت له بتقديم كل ما يملك في سبيل الله في يوم عاشوراء.
- طبيعة الناس الذين صحبوا الإمام أثناء الواقعة وفي مقدمتهم أهل بيته، وأصحابه الذين اختلفت أعمارهم بين الشاب الصغير والعجوز التسعيني، الذين تركوا ما كان بين أيديهم من دنيا وفضلوا القتال والإستشهاد بين يدي الإمام(عليه السلام). من هنا جاء قول الإمام(عليه السلام) بهم:" أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا. كل هذا جاء مقارنة بالشخصيات المريضة البغيضة السيئة التي كانت تتواجد في المقلب الآخر من الحادثة.
- التعامل العنيف الذي قل نظيره في التاريخ من تنكيل بالأجساد وسرقة ما أمكن منها ومن الخيم وإرعاب لأطفال والنساء وسبيهم وما تخلل الحادثة من أهوال يندى لها جبين الإنسانية.
بعدها فُتح المجال للأسئلة والمداخلات، فتحدث بعض الحضور عن بعض الروايات العاطفية حول الحادثة، فأشير إلى ضرورة تنقية الروايات من الشوائب والمغالاة منعاً لاستغلال ذلك من قبل الأعداء للهجوم على الفكر الشيعي في بعض الجزئيات.
ورداً على الأسئلة المطروحة اعتبر الدكتور أن التأثر والتأثير العاطفي في الناس يختلف باختلاف الطبائع ولذلك اختلفت أنماط الإحياءات، وأن بعض الناس بممارساتهم غير اللائقة يسيئون لفكر الإمام(عليه السلام) وللخط الحسيني.