البرنامج الأسبوعي

تأبين آية الله السيد فاضل الميلاني

بمناسبة رحيل آية الله السيد "فاضل الميلاني"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن مجلس فاتحة وتأبين مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/09/06 ، بمشاركة كل من الدكتور "سعيد الشهابي" والدكتور "جلال فيروز".

افتتحت الأمسية بتلاوة عطرة من كتاب الله المبين، بعدها كان تعريف بالفقيد، والفراغ الذي تركه رحيل هذا العالم في المجتمع، فكانت سلسلة من الأحاديث والروايات التي تجلل العلماء وتؤكد على الدور المحوري الذي يلعبونه في عملية الحفاظ على القيم المجتمعية ومنع الشوائب والانحطاط من الفتك في المجتمعات الإنسانية.

وكان تأكيد على الدور الأبوي الهام الذي لعبه آية الله السيد "فاضل الميلاني" في المهجر وتأثيره الجوهري في بيئة المهاجرين العرب والأجانب وتعاطفه الخاص مع قضية البحرين وما شكله من منزلة رفيعة وقامة علمية كبيرة من خلال تواصله حوزوياً وأكاديمياً مع أهله وناسه ومحبيه في المملكة المتحدة. في جعبته الكثير من المؤلفات في الفقه والشريعة بالانجليزية والعربية والفارسية ، وشغل منصب عميد الجامعة الدولية للدراسات الإسلامية ورئيس قسم الشريعة الإسلامية والفقه، إضافة إلى أنه كان الممثل الأول للمرجع الأعلى السيد "علي السيستاني".

بعدها اعتلى الدكتور "سعيد الشهابي" المنصة، فاعتبر أن الفقيد المرحوم السيد "فاضل الميلاني" أمضى حياته المديدة بالجهاد والعطاء المتواصل وبذل الجهد لترك بصمة إيجابية واضحة في البيئة الإسلامية ولتمكين الإسلام في الوقت الحالي، وكان ثابتاً لمدة أكثر من ستين سنة حتى أصبح أحد المتميزين البارزين، فشعر محبوه بفقده، ظهر ذلك في تشييعه ومراسم دفنه وحضور حفل تأبينه، يعود ذلك إلى أنه احتوى على العديد من الفضائل منها أنه استطاع التعبير عن فقاهته بشكل عملي، من خلال تواضعه اللافت، وعلمه الفائض، ونباهته البارزة في النقاشات التي كان يقيمها مع غيره من الأكاديميين حيث كان يرفض الجدال ويحبذ الرأي العلمي، وتحفيزه الدائم للجاليات على احترام قوانين البلدان التي يهاجرون إليها، نظراً لمواءمته بين الحوزة والأكاديميا.

كما أن إصلاح ذات البين كانت واحدة من صفاته البارزة، فكان يتدخل للمصالحة بين المتخاصمين. وارتبط اسمه بمؤسسة الإمام الخوئي منذ التسعينيات، فازدهرت بوجوده خصوصاً بعد اتقانه للغة الإنجليزية. بعدها ألقى الدكتور قصيدة أبّن فيها الراحل الكبير.

بعد ذلك اعتلى الدكتور "جلال فيروز" المنصة، فاستذكر قول أمير المؤمنين: "إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ ثُلِمَ فِی الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا یَسُدُّهَا شَیْءٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ" فاعتبر أن الفقيد المرحوم السيد "فاضل الميلاني" كان طبيباً دواراً بطبه، حيث استطاع أن يجترح المعجزات على صعيد النهوض بالمجتمع المهجري الإسلامي.

وأكد الدكتور أن السيد "الميلاني" كان ملجأً لطلاب الجامعات في المملكة المتحدة ما يضع مسؤولية كبرى أمام الجميع للاستنارة بعلمه وفهمه وهداه. فاعتبر أن السيد ترك فراغاً كبيراً برحيله لأنه كان عاملاً نشيطاً بكل ما للكلمة من معنى من خلال طاقة كبيرة اختزنها في عقله وقلبه وصرفها للمنفعة العامة في التدريس والإشراف على الرسائل بشكل يومي، فكان محجة لعلماء البحث الخارج وطلاب الجامعات على حد سواء. وتحدث الدكتور بإسهاب حول علاقة الفقيد بمؤسسة السيد الخوئي، فكان أول من أسس مدارس اسلامية لاقت إقبالاً منقطع النظير إضافة إلى العديد من الكليات والمعاهد العلمية الناجحة. وتحدث الدكتور حول مثابرة الفقيد على الأنشطة في مختلف الظروف والمسؤولية التي ألقاها على عاتق بقية العلماء لإكمال المسيرة. وقد كان الفقيد متضامناً مع نضال ومظلومية شعب البحرين فقد كان يشارك في الندوات في لندن وإصدار البيانات المناصرة لشعب البحرين.

في نهاية التأبين كان مجلس حسيني مقتضب بالمناسبة تلاه الشيخ الدكتور "علي الكربابادي" عن روح الفقيد المرحوم السيد "فاضل الميلاني".

التسجيل الكامل للفعالية

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى