سجال الغيبة والانتظار والمسؤولية
تحت عنوان:" سجال الغيبة والانتظار والمسؤولية"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/09/13 ، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي".
طرح الدكتور "الشهابي" بحثه من خلال مسألة المهدوية في إطار وقالب التفكير الشيعي، فاعتبر أن المهدوية هي مشروع إلهي لضمان استمرارية طريق الحق والعدل الذي حفظه الأنبياء والرسل في هذا العالم على مر التاريخ. وتحدث الدكتور حول معاناة الرسول محمد(ص) التي ظهرت جلية في آيات قرآنية واضحة منها: "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"، فكان عليه الصلاة والسلام أول المستهدَفين.
بعدها تحدث الدكتور حول مظلومية الإمام علي(عليه السلام) بعد الرسول(ص) مع كونه أول الناس إسلاماً وأكثرهم دفاعاً عن الإسلام من خلال مشاركته في كل معارك وغزوات النبي(ص)، إضافة إلى مظلومية كل الأئمة(عليهم السلام) من بعده في وقت كانوا فيه على رأس قائمة المدافعين عن الدين المحمدي الأصيل والمشروع العالمي الذي جاء به رسول الله(ص). والمشروع المهدوي بنظر الدكتور "الشهابي" هو مشروع مستقبلي يهدف إلى العمل على رفع راية الإسلام الحقيقي المحمدي الأصيل في العالم، مقابل المشاريع المقابلة التي حاولت حرف الإسلام عن وجهته الحقيقية ومواجهته ومحاربته والتنكيل برواده حتى يومنا هذا.
وقدَّم الدكتور عناوين مفتاحية في موضوع المهدوية منها: الغيبة الصغرى، سفراء الإمام، الإمام المهدي(عجل الله فرجه)، الغيبة الكبرى التي تعتمد على دور العلماء والفقهاء كممثلين عن الإمام(عجل الله فرجه) والمصدر الشرعي للفتوى استناداً إلى ما تعلموه من سبل الاجتهاد والاستنباط. وتطرأ الدكتور إلى مغالطة من يدعي سفارة الإمام بعد سفرائه الأربعة المعروفين باعتباره كاذب وضال ومضل كما جاء في رأي العلامة المجلسي، ومن هنا كانت مسألة التقليد في الفقه الشيعي.
وفي إشارة إلى مرحلة الغيبة الكبرى وانتظار ظهور الإمام(عجل الله فرجه) اعتبر الدكتور أن المطلوب اليوم من المؤمنين في فترة غيابه هو إقامة العدل في الدرجة الأولى كما جاء في رأي كبار العلماء، والتمهيد لظهوره ومحاربة الظلم والكفر والجور، وما الإنتظار الذي نتكلم عنه إلا دعوة إلى العطاء والعمل والمثابرة اليومية وليس الإنكفاء والجمود والإنسحاب. وبالتالي يجب عدم توفير أي جهد ممكن في فترة الإنتظار في سبيل تحقيق الأهداف التي غاب الإمام المهدي(عجل الله فرجه) بسببها وسيظهر من أجل تحقيقها. فالمسؤولية في الدعوة الإلهية ليست محصورة بالإمام وحده وإنما لكل مؤمن دوره في تحقيق الوعد الإلهي وتنفيذ هذا المشروع العالمي.