الظروف الدينية والسياسية في عهد الامام الحسن العسكري (ع)
بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)، وتحت عنوان :" قبسات من حياة الامام العسكري عليه السلام .. الظروف الدينية والسياسية في عهد الإمام(عليه السلام)، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/10/11 ، بمشاركة الباحث الإسلامي الأستاذ "علاء مصطفى".
افتتحت الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم بعدها اعتلى الأستاذ "علاء مصطفى" المنصة، فاعتبر أن قراءة التاريخ بحد ذاته هو أمر مهم للاستفادة منه في التحليل والتنظير في مجريات الأحداث التي تجري حالياً واستشراف المستقبل بناء على التجربة التاريخية. في البداية قدَّم الأستاذ لبحثه بمقدمة بسيطة حول ولادة الإمام في التاريخ والجغرافيا كونه عاش في سامراء التي كانت مركز الخليفة العباسية لمدة 20 سنة. وتطرأ الأستاذ إلى معاناة الإمام العسكري(عليه السلام) في مسألة توجيه شيعته كونه فرضت عليه الإقامة الجبرية من قبل المتوكل العباسي، ومستوى الإضطهاد السياسي التي عانى منه الشيعة خلال تلك الفترة، وهذا يدل على خوف السلطة العباسية آنذاك من تأثير الإمام(عليه السلام) على توجيه الناس وتعليمهم وتربيتهم ومواجهة الإنحرافات العقائدية والفهم الخاطئ للقرآن. فاعتمد الإمام(عليه السلام) وقتها على وكلاء أرسلهم إلى شتى أنحاء البلاد وكانوا بمثابة سفراء له في المجتمعات الشيعية الموالية له.
وتطرأ الأستاذ إلى بعض الشبهات التي كانت ترد للإمام(عليه السلام) من خلال وكلائه وكيفية إجابة الإمام(عليه السلام) عليها منها : ادعاء يعقوب بن اسحق الكندي بوجود تناقضات في القرآن ورد الإمام(عليه السلام) على هذه الشبهة، وتفسير الكلمات المقطعة في القرآن منها:ألم و كهيعص و...، والتشكيك في مسألة قول الأئمة لعبارة إهدنا الصراط المستقيم أثناء الصلاة وسؤال الناس عن أن الأئمة هم في الصراط المستقيم فلماذا يطلبونه من الله، فعرض الأستاذ تفسير الإمام(عليه السلام) لهذه المغالطات والإدعاءات والتشكيكات والتعامل معها بما لا يقبل الريب أو الشك.
وأتى الأستاذ على بعض الأحداث السياسية والعسكرية التي سادت خلال فترة حياة الإمام(عليه السلام) والثورات والحركات التي عُرفت في ذلك الزمن، وفنَّد بعض التصرفات الحاقدة القمعية لخلفاء بني العباس ضد الإمام(عليه السلام) وشيعته، ومنها المراقبة والتجسس ورصد تحركات أصحاب الإمام(عليه السلام)، والسجن والتعذيب والقتل، واستهداف الصف الأول للقيادات الشيعية. وواجه الإمام(عليه السلام) هذه الإرتكابات من خلال بعض المواقف الواضحة تجاه الحاكم الظالم، فكان حذراً محترساً من العلاقة مع الحكم، وكان متشبثاً بالتبليغ العلمي من خلال تأليف الكتب القيمة وإصدار البيانات المفيدة ومقاومة التيارات الفكرية السامة التي كانت تشكل خطراً على الرسالة، فشكل الإمام (عليه السلام) بذلك درعاً واقية أمام كل هذا الإلتباسات والفتن. وقرأ الأستاذ آخر وصية للإمام العسكري(عليه السلام) لشيعته والتوصيات الهامة التي تختزنها من آداب وتعاليم دينية واجتماعية تهدي الناس إلى الصراط المستقيم.
بعدها فُتح المجال أمام الحضور لطرح الأسئلة، فكان جواب الأستاذ حول ثورة الزنج بأن الإمام(عليه السلام) لم يؤيد هذه الثورة لأنه لم يكن يرى ذلك الوقت مناسباً لإشعال ثورات وكان يعرف النتائج المسبقة لهذه التحركات ومدى التأثير السلبي الذي كان من الممكن أن يقع في حال تأييده لها، خاصة وأن صاحب الزنج كان ملوثاً بادعاء المهدوية وما يمثله ذلك من خطر على الرسالة الإسلامية الأصيلة.