الرايات والعسكر .. الانتفاضات السياسية في زمن الائمة والموقف السياسي منها
تحت عنوان :" الرايات والعسكر .. الإنتفاضات السياسية في زمن الأئمة(عليهم السلام) والموقف السياسي منها"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/10/18 ، بمشاركة الأستاذ "عباس المرشد".
قدم الأستاذ بحثه بسرد تاريخي للموضوع أكد فيه أن الأحداث التي عاصرت زمن الأئمة(عليهم السلام)، الذي يختصر بما يقارب الـ 250 سنة، غلب عليه بالغالب الأعم الحركات السياسية والعقائدية وانتفاضات، تحمل فيها سمة الإضطراب على الأغلب من خلال السجلات العسكرية التي رافقت الدعوة الإسلامية وبعدها في زمن الأئمة(عليهم السلام) بالكامل. كانت السقيفة أول حركة اضطراب في تلك الحقبة نتج عنها اغتيال سعد بن عبادة والهجوم على دار السيدة الزهراء(عليها السلام) واعتقال أمير المؤمنين(عليه السلام) وإجباره على البيعة. بعدها أتت أحداث الردة وسجلها المليء بالمغالطات، ومقتل مالك بن نويرة في اغتيال سياسي لمجموعة كانت تتوزع في أطراف الجزيرة العربية .
وتحدث الأستاذ حول نقض مفهوم الجماعة الذي بنيت على أساسه الكثير من القوانين والمفاهيم، بعد أن طعن به الصحابي أبو ذر الغفاري، محاولاً إعادة قوننة الشرائع إلى نظام النبوة والإمامة الذي أرساه الرسول(ص) والأئمة الأطهار(عليهم السلام). واعتبر الأستاذ أن مقتل عثمان بن عفان هو خير مثال على نقض الإمام علي(عليه السلام) لنظام الجماعة بحيث أنه أقر للثوار بأحقية الثورة على الحاكم الظالم لكنه تحفظ على الأسلوب الذي قامت عليه تلك الثورات، وهذا ما تكرر مع جميع الأئمة في الفترتين الأموية والعباسية، وما وقوف الأئمة موقف المؤيد والمرحب لا المشارك أو المتبني للثورات المتعاقبة إلا بسبب انخراط الأئمة(عليهم السلام) بمشروع أهم وأسمى وهو مشروع استمرارية النبوة من خلال الإمامة، ولم يكونوا ليلحقوا الضرر بمشروعهم السامي والمتعالي لصالح مشاريع الثورات المُحقة الأخرى.
كما عرَّج الأستاذ على نموذج كربلاء وما ضخه من دمٍ ثوري زاكٍ في شرايين الأمة يكفيها لآلاف السنين مما لم يستدعِ الأئمة(عليهم السلام) من بعد ال؛مام الحسین(عليه السلام) لخوض ثورات دموية على طريقته إضافة إلى التأثير الذي نتج عن نشاط السيدة زينب(عليها السلام) في المدينة والذي أدى إلى نفيها.
بعدها تم الحديث عن ثورة التوابين وثورة المختار وموقف الإمام زين العابدين(عليه السلام) منها الذي كان دافعاً لهم للقيام بثورات وانقلابات عسكرية إلا أنه لم يتبناها في وقت اعتمد فيه مبدأ التعاطف مع الضحايا وهذا ما برز في احتضانه لعائلة مروان بن الحكم. هذا وكان باستطاعة الإمام(عليه السلام) الرفض إلا أن إنسانيته فرضت عليه مبدأ التعاطف مع الضحايا والذي بقي درساً معتمداً في مدرسته حتد یومنا هذا.
بعدها عرَّج الأستاذ على فترة الإمام الباقر(عليه السلام) التي سادها عدم تفاعل الإمام(عليه السلام) مع الثورات في موقف عقائدي من الأشخاص كونهم شكلوا خطورة على عقيدة أهل البيت(عليهم السلام) فلم يؤيد الإمام(عليه السلام) النظام الحاكم ولا الثورات وفضَّل عدم ذكر شيء عنهم أو إبراز أي تفاعل أو رأي تجاههم. كان هذا الأمر واضحاً في الثورات الخراسانية التي شكلت خطراً على العقيدة وهذا ما نراه جلياً في رأي الإمامين الصادق والرضا(عليهما السلام) تجاهها بعد أن شكلت محاولة لادعاء النبوة وإشاعة الأفكار التناسخية وغيرها من الإنحرافات.
وبالتالي يمكن القول أن الأئمة المعصومين كانوا أصحاب عقيدة راسخة وواقعية ورفض انتهازية وحماية المبدأ الأساسي وهو النبوة والإمامة وهذا يفضي إلى نتيجة مهمة، مفادها أن الأئمة(عليهم السلام) عملوا على اتجاهات محددة منها اتجاه غيبي مطلق إضافة إلى اتجاه تنوع التجربة لدى الأئمة ووحدة الهدف.
بعدها أعطي المجال لأسئلة الحضور فكان سؤال حول سند الصحيفة السجادية ودور الزيدية في ذلك، وكان الكلام حول المرحلة التي سادت حياة زيد والإمام الصادق(عليه السلام).