آثار ومآلات دعاء أهل الثغور للإمام السجاد عليه السلام
تحت عنوان :" آثار ومآلات دعاء أهل الثغور للإمام السجاد(عليه السلام)"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/11/01 ، بمشاركة الدكتور "جلال فيروز".
افتتح الدكتور بحثه بخلاصة حول محاولات تهجين تتعرض لها بيضة الإسلام في هذا الزمن والتجاذبات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط والعالم. فاعتبر أن الجانب الأساس الذي تتميز بأدعية الصحيفة السجادية هو أن كل دعاء هو عبارة عن برنامج عملي للإنسان ولا يختصر على الجانب النظري والغيبي والعقائدي ومنها دعاء مكارم الأخلاق الذي يعتبر إطار عمل يترتب عليه خطة عملية متكاملة، وهذا يعتبر من المعاجز المأثورة التي أنجزها الإمام السجاد(عليه السلام) في ظل البطش الأموي وما مثلته هذه الصحيفة من عملية تنوير للمؤمنين في تلك المرحلة العصيبة.
أما في مسألة دعاء أهل الثغور فأكد الدكتور أن الدعاء موجه للمدافعين عن حدود المناطق الإسلامية وليس للغازين، على مبدأ أن الجهاد الإبتدائي في الإسلام إنما هو جهاد الدفاع وليس الهجوم، وما انتشار الإسلام إلا عبر الفكر ونشر الأفكار الإنسانية المتعالية الطيبة، والتي تقرب الإنسان من الإسلام.
وقام الدكتور بعدها بشرح افتتاحية دعاء اهل الثغور:"وحصن ثغور المسلمين بعزتك"، فاعتبر أن العدو لطالما أراد إذلال المسلمين من وراء حملاته عليهم، لسلبهم العزة والكرامة التي يتحلى بها المجتمع الإسلامي، واعتبر أن القوة في الإسلام هي عبارة عن قسمين : القوة المادية والقوة المعنوية، وتحتل القوة المعنوية مكانة أبرز من القوة المادية، الأمر الذي أمن شعلة لا تنطفئ في القتال في الإسلام وعدم وجود الهزيمة في قاموس المسلم.
وأكد الدكتور على محور ثانٍ في الدعاء على باب إحياء روح الجماعة والشعور بالمسؤولية في الأمة، فالمتواجدون في الثغور هم قلة لكن من واجب البقية مناصرة هؤلاء واعتبر أن من يتخلف عن مناصرة المدافعين عن الإسلام هو ملعون كما ورد في الكثير من الأحاديث والأدعية. وهذه المناصرة قد تتمثل في مساعدة البقية الباقية من عوائل المدافعين والوقوف عند حاجياتهم وخدمتهم للوصول إلى تكامل في عملية الدفاع عن بيضة الإسلام.
وعلى هذا الأساس وضع الدكتور النقاط على الحروف في عملية مساعدة العوائل النازحة نتيجة الأحداث الحاصلة اليوم في منطقة الشرق الأوسط وأهمية التلاحم مع من ترك الدنيا والملذات فداء للمقدسات. فجاء دعاء أهل الثغور ليلقي المسؤولية على كل من يظن نفسه عاجزاً عن المشاركة في عملية الدفاع ليثبت أن كل فرد قادر على المشاركة ولو بمقدار يسير.
وأنهى الدكتور كلامه بدعوة كل فرد من الحضور لمراجعة نفسه في تموضعه في نصرة الإسلام من خلال قراءة الأحداث قراءة صحيحة والتفاعل معها بما يمليه عليه ضميره وبما يدعوه إليه دعاء أهل الثغور.
بعدها كانت فرصة لأسئلة الحضور فكانت مداخلات قيمة حول مضمون الدعاء فتحدث الدكتور حول فقه الجهاد، وهو عبارة عن قوانين وخطوط حمراء لا يجب اجتيازها أثناء عملية الجهاد منها ما حدث مع الإمام علي(عليه السلام) عندما رفض منع الماء عن الأعداء لأنه يتنافى مع المروءة والإنسانية التي يطلبها الإسلام في عملية الصراع بين الحق والباطل.