إحتفال بمولد السيد زينب عليها السلام
تحت عنوان :" السيدة زينب(عليها السلام) - الجانب الإعلامي في الثورة الحسينية"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/11/08 ، بمشاركة الدكتور "حسن السهلاوي"، والملا "نور الدين الكاظمي"، والسيد "هاشم فضل".
افتتحت الجلسة بكلمة الدكتور "حسن السهلاوي" فاعتبر أن مهمة السيدة زينب(عليها السلام) انحصرت في نقل الثورة الحسينية إلى العالم أي أنها تولت الجانب الإعلامي من الثورة. وأكد الدكتور أنها بدأت مهمتها قبل حادثة كربلاء، وأنها مهدت لنفسها وهيأت نفسها لتكون بمستوى الحدث الكربلائي العظيم في الحفاظ على الإمام زين العابدين(عليه السلام) والأطفال والنساء وتثبيت دعائم الدين الإسلامي من خلال نقل الحدث وتبيين حقيقة الأمور للناس وإكمال مسيرة أخيها وأبيها وجدها عليهم السلام.
واعتبر الدكتور أن هناك عوامل عديدة ساعدت في بناء هذه الشخصية العظيمة ومنها تربيتها ونشأتها في بيت أمير المؤمنين(عليه السلام) وفي كنف جدها وأمها وأخويها فأخذت ما أخذته منهم من قوة وشجاعة وعلم وحلم متأثرة بالخصائص الفريدة التي يتحلى بها محيطها الذي تربت في كنفه. وأكد الدكتور أيضا أن السيدة زينب(عليها السلام) كانت امرأة عالمة فقيهة تقيم الليل وتحفظ القرآن وتدرسه وتدرس الفقه للنساء إضافة إلى روايتها للأحاديث عن أبيها وأمها.
ومن الصفات التي تحلت بها كانت الفصاحة والبلاغة والشجاعة، يبرز ذلك في مواقفها البطولية ومنها حديثها المعروف في مجلس الطاغية :"ما رأيت إلا جميلا". وأشار الدكتور "السهلاوي"إلى أن ما نقل عند السيدة زينب هو عبارة عن خطبتين معروفتين مع أنها كانت تعرف ببلاغتها وفصاحتها لكن شأنها كسيدة جعل من مخزونها البلاغي مخفياً ولم يصلنا منه إلا القليل.
ولما رجعت إلى المدينة لم تتوانَ عن إكمال المهمة الموكلة اليها من خلال إقامة المئاتم وإخبار الحقيقة للناس حتى ضاقت حكومة بني أمية ذرعاً منها ما دفعهم إلى إخراجها من المدينة. واعتبر الدكتور أن الروايات المروية عن مواقف السيدة زينب(عليها السلام) في بعض الأحداث كانت مدوية وحفرت مكانها في عمق التاريخ من خلال المعاني التي تضمنتها والبلاغة التي احتوتها وأهم من ذلك الشجاعة التي تحلت بها السيدة زينب(عليها السلام) في إلقاء الحجج والبراهين التي تدعم فكرها وطرحها وتناقض ادعاءات الطرف الآخر.
بعد ذلك فتح المجال أمام أسئلة الحضور فاعتبر الدكتور أن السيدة زينب(عليها السلام) على الرغم من وفاتها عن عمر يناهز الـ57 عاماً إلا أن عمرها السياسي كان قصيراً ما يعادل السنة والنصف وبالتالي هي عُرفت تاريخياً من واقعة الطف وما بعدها لمدة سنة ونصف فقط لذلك لم يتسنَّ لها إلقاء المزيد من الخطب ولذلك هي عُرفت بالخطبتين المشهورتين لها فقط.
ثم اعتلى المنصة السيد "هاشم فاضل" فألقى شعراً من وحي المناسبة الغراء لولادة هذه االسيدة العظيمة للشاعر "عبد الله القرمزي"، فتمحور مضمونها حول فضائلها وما تمثله من كوكب دري في عرش السماء، فتحدث عن علمها وعبادتها وتقواها وبطولتها. وبعدها قدم السيد "هاشم" ما تيسر من تواشيح اسلامية حول الذكرى المباركة وسط مشاركة بهيجة من الحاضرين في الأمسية.
بعد ذلك اعتلى المنبر الملا "نور الدين الكاظمي"، الذي قدم أبياتاً شعرية وتواشيح تحاكي المناسبة العطرة، تمحورت حول حب أهل البيت(عليهم السلام) وفضائلهم وثواب التعلق بهم واتباعهم، شاركه بذلك مجموعة من أطفال الجالية العربية وسط جو مليء بالسعادة والسرور عمَّ الحاضرين بالمناسبة الكريمة.