البرنامج الأسبوعي

ما بعد التطورات الإقليمية؟

أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/11/29 ، بمشاركة الدكتور "محمد حيدر"، تحدث فيها حول آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط.

سريعاً اعتلى الدكتور المنبر، فاعتبر أن الأحداث التي تجري اليوم في المنطقة ليست بالعابرة وإنما ترسم خارطة طريق للشعوب الساكنة فيها بشكل عام، وقام بإعطاء تسمية شاملة تكون بمثابة عنوان للمرحلة التي عشناها في الفترة المنصرمة وهي: "معركة اليقين". وكانت مقايسة له بين ما حدث اليوم وما حدث في كربلاء لناحية اختلاف المكان والزمان وشكل مجريات الأحداث ونقاط الشبه والاختلاف، معتبراً أن ما حصل ويحصل أوصل الأمة إلى درجة من اليقين بصوابية الخيارات المُتبعة رغم وحشية الطرف الآخر . هذا اليقين بوعد الله سبحانه وتعالى، شرحه الدكتور مستعيناً بأمثلة من قلب  التاريخ البشري منها: بكاء نبي الله يعقوب(عليه السلام) على ولده يوسف(عليه السلام) مع أنه كان موقناً بعودته يوماً ما، وبكاء أم نبي الله موسى(عليه السلام) على ابنها رغم أنها كانت على يقين بأن الله سوف يرده إليها، ونوم الإمام علي(عليه السلام) في فراش رسول الله(ص) بهدف الذود عنه، إلا أن هذا اليقين تجلى صبراً واحتساباً ورضاً بقضاء الله وقدره، وما نشهده اليوم من صبر واحتساب ورضا وبذل من أبناء الأمة إلا نتيجة لهذه المدرسة الإسلامية المحمدية الأصيلة، التي تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل.

وفي قراءة عامة للمشهد الحالي طمأن الدكتور على الأوضاع التي تشهدها المنطقة حالياً، مؤكداً أننا نعيش اليوم بركات التضحيات التي قُدمت، مستنداً بذلك إلى السنن الإلهية والتجارب التاريخية التي لا تخيب وأن الله منجز وعده للذين آمنوا ولو بعد حين. كما اعتبر أن الأحداث لم تكن سوى درس عظيم يضمن استمرارية النهج بشكل عام، مع ضرورة الالتفات لما يحيكه الطرف الآخر من مكائد يجب التصدي لها بالوسائل المناسبة.

بعدها فتح المجال أمام أسئلة ومداخلات الحضور فكانت مداخلة حول دور الحرب النفسية والإعلامية القائمة اليوم ضد مكونات الأمة الإسلامية، والرؤية المتوقعة للمستقبل في ظل هجمة كبرى ضمن حرب ناعمة شعواء كانت أدواتها وسائل التواصل الإجتماعي في المستوى الأول. ورداً على بعض الأسئلة اعتبر الدكتور أن الطرف الآخر في هذه المعركة أمعن في كذبه على ما يُسمى بالمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ولم يترك موبقة يمكن أن تخطر على بال بشر إلا وارتكبها. كما أكد على ضرورة الإهتمام بالبيئة الحاضنة وتحصينها في عملية مواجهة كي الوعي الذي يحاول الطرف الآخر تحميله في عقل وقلب هذه البيئة.

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى