ذكرى إستشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
بمناسبة ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/12/06 ، بمشاركة سماحة السيد "علي الصالح".
بعد تلاوة عطرة من كتاب الله المبين، اعتلى سماحة السيد المنبر وقدَّم نعياً بسيطاً وأبياتاً شعرية حول المناسبة الأليمة، كمقدمة لبحثه، ثم افتتح محاضرته باعتبار أن مصيبة السيدة الزهراء(عليها السلام) إنما هي نموذج يحتذى به في العمل الإسلامي وليست مجرد عملية قتل شنيع بحقها، وما البكاء عليها مجرد بكاء على تفاصيل الحادثة المنقولة في الروايات إنما بكاء على محاولة العدو قتل منهجية عملية للدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل.
يدل على ذلك خطابات السيدة الزهراء(عليها السلام) التي تناولت فيها مواضيع على مستوى الأمة وعلم الإجتماع، وما جاءت محاولة اغتيالها إلا لتسكيت هذا الصوت الذي كان صداحاً بتعريف الناس على الدين الحقيقي الذي جاء به أبوها والذي لا يتناسب مع مصالح الطغاة.
واعتبر سماحته أن الصراع الذي نعيشه اليوم هو صراع فاضح للعقيدة بمعنى أن الإنسان اليوم لا يستطيع أن يخفي إيمانه وعقيدته عن الآخرين وخاصة في الظروف التي نعيشها اليوم، وطمأن إلى أن التشيع لا يمكن أن يرجع إلى الوراء وأن الفجائع التي حصلت على هذا المذهب إنما كانت تجارباً تقوي هذه البيئة ولا تضعفها، ما يلقي بمسؤولية كبيرة على أبناء هذا المذهب في ظل كل التحديات القائمة اليوم.
وبالعودة إلى موضوع المناسبة اعتبر سماحة السيد "الصالح" أن اغتصاب حق السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في قطعة أرض لا يغضبها الى الحد الكبير الذي ظهر في الروايات وإنما الأمر كان أكبر من ذلك ويرقى بالخطورة إلى مستوى تدمير المجتمع البشري على امتداد التاريخ الإسلامي.
بعدها قرأ سماحته النعي الخاص بمصيبة الزهراء(عليها السلام) وما حل بها من أذية على يد شرار خلق الله وتعامل الإمام علي(عليه السلام) مع هذا الحدث الجلل عند دفنها والحالة المأساوية التي انتابته بفقد سيدة نساء العالمين وشكواه التي بثها لرسول الله(ص) بالظلم الذي وقع عليه بفراقها سلام الله عليها. ثم اختتم سماحته بالدعاء بالنصرة للإسلام وإبعاد المكروه عن شيعة آل البيت(عليهم السلام) في ظل الظروف الحالية.
بعد ذلك فتح المجال لأسئلة الحضور فجاوب سماحته على بعضها معتبراً أن التعامل مع ظهور الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) يجب أن يكون على مبدأ : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، أي أن لا نُفاجأ حتى ولو حصل الظهور غداً وأن لا نحبط حتى ولو امتد الأمر لقرون أخرى، ما يدل على مستوى الوعي واليقين الذي يتحلى به المجتمع، وأننا نعيش في ظل قيادة منظمة وواعية ومجربة تمتلك ثقة كبيرة من بيئتها.
ورداً على سؤال من الجمهور، اعتبر سماحته أن الرايات الشيعية اليوم تعيش ظروفاً خاصة في وقتنا الحالي يتطلب منها أن تتناسق الواحدة مع الأخرى من حيث التأثير الفعلي على الناس بحيث تتكامل مع بعضها ولا تتعارض نظراً لوحدة الهدف الذي تسير عليه.