البرنامج الأسبوعي

آثار البذل في سبيل الله عند السيدة أم البنين

بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة الجليلة السيدة أم البنين عليها السلام، وتحت عنوان:" آثار البذل في سبيل الله عند السيدة أم البنين(عليها السلام)"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2024/12/13 ، بمشاركة الأستاذ "أبو حسن البحراني".

بعد تلاوة عطرة من كتاب الله المبين، اعتلى الأستاذ "أبو حسن البحراني" المنصة وافتتح بحثه بخطبة الإمام الحسين(عليه السلام) قبيل عزمه على الإنطلاق بقافلته من المدينة إلى كربلاء وما تحمله من معانٍ فلسفية دينية عميقة. فتتطرأ إلى مفهوم البذل باعتباره عطاء من غير حدود، وعطاء لأثمن الأمور على قلب الإنسان وهذا ما تمثَّلَ في البذل الذي قدمته هذه السيدة العظيمة إضافة إلى تنكرها لهذا البذل في سبيل الله سبحانه وتعالى. تجسد ذلك بسؤالها لـ"بشر" عن الإمام الحسين(عليه السلام) لا عن أولادها الأربعة الذين فقدتهم في حادثة كربلاء. وطابق الأستاذ مفهوم البذل على واقعنا الحالي فقدم أمثلة حية عن ظاهرة التعاضد الموجودة في المجتمع البحريني لناحية إعانة المحتاجين بأية طريقة ممكنة وفي العلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع الواحد في أفضل عملية بذل ممكنة في زماننا الحاضر، فكيف بمجتمع مستعد لبذل خيرة شبابه وأبنائه في سبيل الإنسانية، وهذا الأمر يستنزل البركة الإلهية والرضا الرباني. واعتبر الأستاذ أن هذا البذل إذا كان مترافقاً مع الإخلاص واليقين فلا شك أن أثره سيكون مضاعفاً من قبل الله سبحانه وتعالى.

بعدها ذكر الأستاذ " البحراني" نسب أم البنين الذي يرجع إلى أشراف العرب وساداتهم وليس في العرب أشجع من أبناء عشيرتها ولا أفرس منهم، فكانت زوجة سيد العرب والمؤمنين الإمام علي(عليه السلام). كما تحدث عن ظروف زواجها بالإمام(عليه السلام) الذي استبشر فيها ولادة فارس لا نظير له بين العرب فكان أبو الفضل العباس(عليه السلام). كما تحدث عن مآثرها في احترام أهل البيت(عليهم السلام) إلى مستوى اعتبارهم أسياداً لها ولأبنائها .

بعدها تحدث الأستاذ عن ذكرى الشهداء في البحرين معتبراً أن الشهداء هم هوية الشعب البحراني، وتكلم حول فضل الشهداء على المجتمعات ومنزلتهم العالية عند الله سبحانه وتعالى وتأثيرهم في صناعة مجتوع واعٍ قابل لتحدي الصعاب والإبتلاءات ومواجهة التحديات المستجدة.

بعدها فُسح المجال أمام طرح الأسئلة من الحضور فتم البحث بالروايات التي تحدثت عن تربية أم البنين(عليها السلام) لأبنائها علماً أنها كانت امرأة ذات علم موصوف في زمانها، وينبغي تجليل هذه الإمرأة العظيمة التي كانت تعقد جلسات تعليم نساء المسلمين في مسجد النبي(ص)  في المدينة. ومن هنا تأتي مكانتها وفضل التوسل بها بعد النبي(ص) وأهل البيت عليهم السلام. كما تحدث البعض عن مظلومية أم البنين(عليها السلام) التي لم تذكر مآثرها التي تحلت بها شخصيتها قبل حادثة كربلاء، إلا أن شح المعلومات حول شخصيتها أدى إلى تضارب المعلومات حول بعض الأحداث التي رسمت مسار تاريخها إلا أن الروايات قليلة ما يغلق الباب أمام التطرق المسهب لخفايا علمها وحلمها وحكمتها سلام الله عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى