من أمير المؤمنين علي (ع) نستلهم مواجهة الأزمات
بمناسبة ولادة أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام)، وتحت عنوان :من أمير المؤمنين علي(عليه السلام) نستلهم مواجهة الأزمات، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/01/10 ، بمشاركة الدكتور جلال فيروز، الدكتور سعيد الشهابي، الأستاذ علي مشيمع، الحاج جعفر الحسابي والمنشد عباس يوسف.
عرَّف الحفل المنشد عباس اليوسف بنقل بعض الروايات التي تحكي فضائل الإمام علي(عليه السلام) ومآثره إضافة إلى بعض الأبيات الشعرية والتواشيح والأهازيج، ورافق الحفل بأهازيج وأبيات شعرية وتواشيح في كل فقرات البرنامج.
بعدها اعتلى الدكتور "سعيد الشهابي" المنصة فاعتبر أن الإمام علي(عليه السلام) شخصية استثنائية قام الدين على كتفه وكان أول من آمن بالنبي(ص) وهو خير البشر بعد النبي(ص) وسيدهم واعتبر موالاة علي(عليه السلام) نعمة غابت عن الكثيرين الذين لم يتعرفوا على هذه الشخصية الفذة وأنه من المفروض أن تكون هذه الشخصية نبراساً عملياً في حياتنا اليومية، واعتبر أن أبناء الأمة لن يكونوا موالين حقيقيين ما لم يهتدوا بهدي علي(عليه السلام).
بعد ذلك ألقى الدكتور "سعيد الشهابي" قصيدة حول ولادة الإمام علي(عليه السلام) البهيجة، والفرحة التي عمت المعمورة بولادته المباركة وتباشير السعادة التي استبشرت الأمة بها عند ولادته ونعمة وجوده المليء بالخير لكل بني البشر. وتحدثت القصيدة حول بعض انجازات الإمام علي(عليه السلام) في الحرب والشجاعة الإستثنائية وثورته ضد الباطل ومهابتة الأعداء له في مختلف الميادين، ورمزية الإمام(عليه السلام) بالنسبة للرسالة وفضله على الدين الإسلامي بشكل عام، كما اعتبر أن معاداته خيبة دون شك.
ثم اعتلى المنبر الأستاذ "علي مشيمع" فألقى قصيدة تبركاً بالمناسبة السعيدة واستذكاراً للشاعر البحريني "غازي الحداد".
ثم أخذ الدكتور جلال فيروز دفة الكلام، فتحدث عن مواقف أمير المؤمنين(عليه السلام) في أوقات الشدة، استلهاماً للدروس منه وهو البحر الذي لا ينضب في العطاء والحكمة والعقل والتدبر. فاعتبر أن الإمام علي(عليه السلام) كان ترجماناً للنبي في الترجمة العملية والتأويل للتطبيق الديني العملي. فتكلم عن نهج الإمام(عليه السلام) في مواجهة الأزمات التي عايشها طوال حياته الشريفة، من خلال معرفة التكليف وأدائه بأي حال من الأحوال، مستفيداً من مثال معركة أحد التي بث فيها العدو شائعة مقتل النبي(ص) إلا أنه مع ذلك أكمل الإمام(عليه السلام) قتاله لأنه كان يعتبر أن استكمال القتال هو تكليفه ويجب عليه أداءه، وتبقى النتائج بيد الله جل وعلا.
ثم تحدث الدكتور عن قيم أمير المؤمنين(عليه السلام) في مواجهة الأزمات والتحديات، فاعتبر أن الإمام(عليه السلام) كان يجزئ الأزمات ويفوض أمره إلى الله ولا يحاول أخذ المشكلات كوحدة متكاملة وإنما يحاول تجزئتها فيسهل التعامل معها دون غياب القيم السامية في كل الأحوال كونه كان صاحب مبدأ لا مصلحة. وقدم الدكتور لهذا البحث أمثلة عديدة منها ما جرى في غالبية المعارك التي شارك فيها الإمام(عليه السلام).
وتطرأ الدكتور إلى بحث البصيرة في شخصية الإمام علي(عليه السلام) وسعيه الدائم إلى عدم فقدان البوصلة كما حصل في معركة الجمل عندما قدَّم الحوار والصلح على الاقتتال ومحاولته الخروج بما هو خير للناس رغم إشهار السيوف ضده، وتقديمه الخير حتى لخصومه. واختتم الدكتور بحثه بمسألة الصبر الذي تحلت به شخصية الإمام علي(عليه السلام) أمام كل التحديات التي واجهها في حياته واعتبر أن الصوم هو عنوان من عناوين الصبر في شهر رجب الأصب. واختتم الدكتور حديثه بضرورة الإقتداء بشخصية الإمام علي(عليه السلام) كونه ترجمان رسالة النبي(ص) ومعرفة الحق والسير على دربه سلام الله عليه.
بعد ذلك قام الحاج جعفر الحسابي بقراءة قصيدة الشريف الرضي بحق الإمام علي(عليه السلام) التي تسرد مزايا الإمام(عليه السلام) وعظمة شخصيته وتسامي أخلاقه وتعاليها، واختتم الحفل بتواشيح وأهازيج للمنشد عباس يوسف وسط أجواء فرحة وبهيجة ومشاركة من الحضور.