قراءة في كتاب: عالم الإسلاميين .. مذكرات سعيد الشهابي
تحت عنوان: "قراءة في كتاب: عالم الإسلاميين.. مذكرات سعيد الشهابي"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف 2025/01/17 ، بمشاركة كل من صاحب السيرة الدكتور سعيد الشهابي، ومؤلف الكتاب الأستاذ عباس بوصفوان، والمستشار العراقي الدكتور عبد الأمير المختار، والكاتب اللبناني الدكتور قاسم قصير.
مداخلة صاحب السيرة:
افتتح الدكتور سعيد الشهابي الكلام مشيرا إلى أن الكتاب هو فكرة من الأستاذ عباس بوصفوان، وهو تسجيل لتاريخ المنطقة بما فيها من صعود وهبوط للمنظمات والأحزاب الإسلامية.
إضافة إلى كونه ملخصا لحياة الشهابي من طفولته حتى العام 2002، ونصه يمثل توثيقا لكثير من الوقائع كما جرت على الأرض، والتي بنت شخصيته، بما في ذلك الصراعات الفكرية التي شهدها العالم العربي بين الليبراليين واليساريين والاسلاميين، قبل بزوغ الصحوة.
مداخلة مؤلف الكتاب:
وألقى مؤلف الكتاب الأستاذ عباس بوصفوان مداخلة شكر فيها الحضور على رأسهم الدكتور الشهابي الذي كان متعاوناً كثيراً في فتح ملفاته القديمة، مؤكداً على ضرورة كتابة التاريخ بأيدي شهود العيان من الفاعلين، بدل الإعتماد المطلق على الأرشيف البريطاني في تدوين التاريخ، أو على الطرف الحكومي، وتفادي توريط الجيل المقبل كما تورط الجيل الحالي الذي لم يجد شيئا مكتوبا عن كثير من الحقب والمحطات السالفة.
وقال إن عنوان الكتاب “عالم الإسلاميين”، اشتق من “مجلة العالم”، أهم مشروع للشهابي، ومن كون صاحب السيرة أحد أهم رموزهم في لندن، مشيرا إلى أن العمل سينطق لإصدار الجزء الثاني من المذكرات، ستتطرق إلى الأحداث اللاحقة في المنطقة بما في ذلك غزو العراق والربيع العربي وتقييم الأداء السياسي للإسلاميين في الحكم والمعارضة.
مداخلة قاسم قصير:
وتحدث الدكتور قاسم قصير مباشرة من بيروت، فقدم شكراً للكاتب وتحية خاصة للدكتور الشهابي، ولاحظ أن من الصعب تقديم قراءة شاملة للكتاب في وقت قصير لما يتضمنه من غزارة في الأفكار والأحداث وتجارب الحركات الإسلامية في مختلف بلدان منطقتنا، وفي أوروبا، إضافة إلى إطلالة الكتاب على تجارب عدد كبير من الشخصيات الإسلامية الفاعلة منها الشيخ عيسى قاسم والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد مهدي التاجر والسيد مهدي الحكيم.
ونوَّه الدكتور قصير بالجهد الجبار الذي بذله الكاتب بين طيات هذا الكتاب، مشيدا بسرديته التوثيقية التي يمكن الرجوع إليه كمادة بحثية في أية أعمال قادمة، وأن أهمية الكتاب تكمن بوصفه شهادة حية لمن عاصر تلك المرحلة، ولاحتوائه على حجم هائل من المعلومات التي لا يمكن ايجادها في مكان غير هذا الكتاب.
وفي ختام مداخلته اعتبر أننا بحاجة إلى مراجعة لأداء الإسلاميين والقوميين بهدف الوصول إلى خلاصات جديدة تساعد في التعامل مع المرحلة المقبلة.
مداخلة الدكتور عبد الأمير المختار:
من جهته أشاد الدكتور عبد الأمير المختار بغنى المعلومات في الكتاب والتي قدمت إجابات كثيرة تملأ فراغات عن أحداث عايشها بنفسه، مشيرا إلى تفاصيل مهمة غير معروفة منها عملية اختطاف آية الله هادي المدرسي، وتسليمه لإيران.
وأشار الدكتور المختار إلى الضرر الذي أصاب الوحدة الإسلامية بسبب استفحال الحركة الوهابية ودورها في إيجاد شرخ بين الحركات الإسلامية في العالم. ورأى أن أي حركة سياسية بحاجة إلى بعد ثوري بشرط وجود غطاء شرعي وأن لا تتحول إلى تهور.