
علي الأكبر .. صناعة أهل البيت للشباب
تحت عنوان: "علي الأكبر .. صناعة أهل البيت(عليهم السلام) للشباب"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/02/07 ، بمشاركة الأستاذ "عباس المرشد".
اعتلى الأستاذ "عباس المرشد"، فاعتبر أن شخصية علي الأكبر هي شخصية مجهولة تاريخياً، لأنه كان كأهل بيت النبي والأئمة(عليهم السلام) مستهدفون للتعمية عن دورهم الأساس الذي كان جزءاً مهماً من كتابة التاريخ.
ثم أتى الأستاذ على ذكر جزء من سيرة علي الأكبر وشرح اعتراف معاوية بن أبي سفيان بأن علياً الأكبر أحق بالخلافة منه وفق ما جاء برواية منقولة عن الإمام الحسن(عليه السلام)، وبالتالي فهو شخصية يشار لها بالبنان بعد أن استطاعت استقطاب وجهات النظر حولها. كما شرح الأستاذ الرواية المعروفة التي تعتبر علياً الأكبر أشبه الناس خلقاً وخُلُقاً ومنطقاً برسول الله(ص) مؤكداً أن هذا الأمر لم يكن محصوراً بأهل بيت الإمام الحسين(عليه السلام) أو الهاشميين فقط وإنما عَمَّ المدينة كلها فكان أهلها كلهم، إذا اشتاقوا إلى رسول الله(ص) نظروا إلى علي الأكبر.
وبالتالي فإن علياً الكبر كان شخصية جاذبة في شكلها ومنطقها وأخلاقها فأجمع أهل المدينة على هذه الخصلة. ونقل الأستاذ روايات تتحدث عن كرم علي الأكبر ما يبين سلوكه الإجتماعي الإستثنائي لدرجة أن صفة الكرم لازمته، إضافة إلى كل الخصال التي كان يتحلى بها. منذ تلك الحقبة فُقدت الروايات عن هذه الشخصية إلى أن برزت في كربلاء في الأحداث التي تخللتها المعركة وقبلها بقليل.
وفند الأستاذ خطة الأمويين التي حاولت طمس شخصية علي الأكبر القدوة لما كان لها من تأثير، وفضح أساليبهم في زج روايات عن علي الأكبر للقول بأنه نصح والده بالعودة عن ما عزم عليه في كربلاء بعد أن رأى خذلان أهل العراق له في حادثة استشهاد مسلم بن عقيل، معتبراً بأن هذا الأمر لم يكن سوى محاولة للتعمية على الموقف الخالد لعلي الأكبر مع أبيه عندما قال: "أولسنا على الحق، إذاً لا نبالي وقعنا على الموت أم وقع الموت علينا".
ثم عرض الأستاذ مواقف علي الأكبر في حادثة كربلاء عندما بعث له عمر ابن سعد بكتاب يدعوه للإنضمام اليه كونه يحمل قرابة عائلية من أمه لعمر، وأغراه بأن يعطيه ما يريد في حال أطاع أمره، فيأتيه الجواب المباشر بالرفض من قبل علي الأكبر معتبراً أن قرابة رسول الله(ص) أولى. كما كان الحديث عن اجتماع حصل بين الإمام الحسين(عليه السلام) وعمر ابن سعد في ليلة العاشر، فأبعد فيه الإمام كل أصحابه وأهل بيته عدا علي الأكبر وأبي الفضل العباس.
وأكد الأستاذ على العلاقة التي كانت تربط الإمام بعلي الأكبر والتي تخطت كونها علاقة أب بابنه، بعد أن قال الإمام عند استشهاد ولده :"على الدنيا بعدك العفا" ولم يقلها في أي موضع آخر، وهذا الأمر يثبت المكانة التي كان يتحلى بها علي الأكبر بالنسبة للإمام الحسين(عليه السلام).
بعدها تحدث الأستاذ عن علي الأكبر كقدوة للشباب مستنداً على الأحاديث والروايات التي أكدت أن قراءة الشباب للقرآن كعلي الأكبر تجعل من القرآن يختلط بلحمهم ودمهم كما جاء في رواية عن الإمام الحسن(عليه السلام)، إضافة إلى أهمية طلب الآخرة التي تضمن الدنيا والآخرة معاً.
وفند الأستاذ القواعد الأساسية لبناء الشخصية الشابة عند أهل البيت(عليهم السلام) وطُرُقهم وأساليبهم التي اتبعهوها مع هذه الفترة العمرية المهمة، معقباً على الملحمة البطولية التي ينفذها الشباب المؤمن في السجون البحرينية، إضافة الى الإنجازات التي يقوم بها هذا الجيل في ميادين مبارزة الباطل وأتباعه.
وختم الأستاذ حديثه باعتبار أن سر الصنعة التي قدمها أئمة أهل البيت(عليهم السلام) طوال 250 سنة لم يكن سوى برنامج عمل في كيفية صناعة الشباب وتقويم المجتمع بهم وواجبات الفئات العمرية الأخرى تجاههم.
بعدها فتح المجال أمام مداخلات وأسئلة الحضور، فتحدث الأستاذ عن كنية علي الأكبر "أبو محمد" ومدى صحتها وإن كان لديه ولد باسم محمد في كربلاء أم لا وعن عمره الشريف وإن كان هو الأكبر سناً من الإمام زين العابدين(عليه السلام)، معتبراً أن هذا الأمر كان ثانوياً في مجريات الأحداث التاريخية.