البرنامج الأسبوعي

التهيئة الروحية لشهر رمضان الكريم

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وتحت عنوان: "التهيئة الروحية لشهر رمضان الكريم"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/02/28 ، بمشاركة سماحة الشيخ "حسن التريكي".

في البداية تحدث سماحته باختصار حول الاستهلال وبداية الشهر وفقاً للتقارير العالمية وما أعقبه من إعلان لبداية الشهر الفضيل وفقاً للمباني الفقهية المتبعة من قبل العلماء كافة.

بعد ذلك أتى سماحته على شرح لبعض ما أتى من مضمون في خطبة الرسول الأكرم(ص) في استقباله لشهر رمضان المبارك، حيث قال:"أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله"، وبالتالي فإن الله أعز وأكرم هذا الشهر من خلال نسبه إليه، وضَمِنَ أجر الصيام للصائمين على مبدأ  الحديث المعروف: "كل عمل ابن آدم له عدا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، يدل ذلك على عظمة الصيام الذي فرضه الله عز وجل في هذا الشهر المبارك.

واعتبر سماحته أن هذا الاهتمام الخاص من قبل الله عز وجل والنبي(ص) بهذا الشهر ، يدعونا للالتفات إلى خصوصية هذا الشهر واختلافه عن بقية الشهور، وبالتالي يلقي على المؤمن مسؤولية إعطاء هذا الشهر حقه الكافي من الأيام والليالي والساعات، بعيداً عن الأولويات التي تعوَّد عليها الناس من مأكل ومشرب وغيرها من العادات والتقاليد، مع أهمية التوسعة على العيال خلال الشهر الفضيل، إنما يبقى الهدف الذي ابتغاه الله من فرضه للصيام على المؤمنين في هذا الشعر بالذات وهو "التقوى" هو الوجهة الأساسية التي يجب على الصائم الانتباه لها.

بمعنى أن يكون الهدف لدى الصائم هو إدخال نفسه في دورة تدريبية على التقوى، أي على درك وجود الله عز وجل في السر والعلانية وفي كل خطوة يخطوها في حياته اليومية، وهذا أمر يحتاج إلى تمرين روحي وبدني. وأكد سماحته أن هذا الشهر الفضيل إنما هو عبارة عن دعوة من جبار السماوات والأرض وأكرم الأكرمين، وبالتالي يجب أن نكون على قدر هذه الضيافة الإلهية من خلال التهيئة لنيل الكرامات التي وعد الله عز وجل بها العاملين الحقيقيين.

وخلال محاضرته شرح سماحته تفصيلياً ما جاء بخطبة النبي(ص) من واجبات ومستحبات الشهر الفضيل من الصلوات والأدعية والأعمال اليومية وأهميتها في الإعداد الروحي من خلال الحضور الفعلي والواقعي مع الله عز وجل في كل هذه الأعمال، ومن خلال الاهتمام في كيفية الأعمال لا في كميتها .

كما أكد سماحته على أهمية إفطار صائم ولو بشق تمرة كما جاء في خطبة الرسول(ص)، وضرورة التعاون والتعاضد مع المحتاجين والفقراء لما لذلك من ثواب عظيم عند الله ومغفرة للذنوب وقضاء للحاجات، وخاصة في الظروف التي تمر بها بعض الدول الإسلامية وعلى رأسها فلسطين. وعرَّج سماحة الشيخ "حسن التريكي" على مسألة حسن الخلق الواردة أيضاً في خطبة النبي الأكرم(ص)، معتبراً أن شهر رمضان المبارك يشكل فرصة للتمرين والتدريب على حسن الخلق، إضافة إلى كف الشر عن الآخرين وإكرام اليتيم وصلة الرحم.

وفي نهاية اللقاء دعا سماحته الحضور إلى قراءة خطبة النبي الأكرم(ص) في استقباله لشهر رمضان المبارك، والتدبر بمضمونها العميق، والتأمل بالنقاط الواردة فيها.

التسجيل الكامل للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى