البرنامج الأسبوعي

تأملات في رمضان ومستحباته

تحت عنوان: "تأملات في رمضان ومستحباته"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/03/07 ، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي" والدكتور "حسن السهلاوي".

في البداية افتتح الدكتور "سعيد الشهابي" الحديث ضمن فقرة "مفاهيم قرآنية"، فاعتبر أن الصائم لا يشعر بالأهمية الروحية والوجدانية للشهر الفضيل إلا في أيامه الأخيرة، فيشعر بحالة عدم الارتياح والكبت وهذا ما يبين عظمة الشهر وأثره النفسي.

ثم عرَّج على بعض الآيات القرآنية ذات الدلالات والانعكاس العملي في الحياة اليومية، ومنها: لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنینَ إِذْ بَعَثَ فیهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفی ضَلالٍ مُبینٍ. فاعتبر أن بعثة رسول الله(ص) هي منة إلهية عظيمة، وأن الله اختار رسوله من بين أولئك المؤمنين نظراً لمعرفته بثقافتهم وعاداتهم وآدابهم ورسومهم ليكون له التأثير الأكبر عليهم من خلال تلاوة الآيات عليهم وتفهيمهم إياها وتوسيع أفقهم الفكري، وتزكيتهم وتنقيتهم من المفاهيم الخاطئة وإزالة الشوائب من أذهانهم، وتعليمهم الكتاب وحثهم على العلم في بيئة ندرت فيها القراءة والكتابة، وأمة انحرفت عن الحق والهدى والصراط المستقيم.

بعدها اعتلى الدكتور " حسن السهلاوي" المنصة فرحب بالحضور وهنأهم بالشهر المبارك، ثم عرَّج على خطبة النبي الأكرم(ص) في استقباله لشهر رمضان المبارك وأهمية قراءتها والتدبر في مفاهيمها، معتبراً أن النبي(ص) أراد منها أن يُعرِّف الصيام ويقدمه كمنهجية عملية بكل تفاصيلها وعناوينها لتكون النتيجة كما أرادهاالله جل وعلا.

واعتبر الدكتور أن العبادة هي سِمة رئيسية لكل الأنبياء والأئمة(عليهم السلام) وعباد الله الصالحين، وإن التمثل بهم واتباعهم قدر الاستطاعة هو ما يريده الله سبحانه وتعالى.

بعد ذلك قام الدكتور"السهلاوي" بشرح مبسط لبعض فقرات خطبة النبي(ص)فاعتبر أن الصلاة الحقيقية هي منجاة من النار بناء على قوله: "واعلموا أن الله سبحانه أقسم بعزته أن لا يعذب المصلينوالساجدين"، علماً أن النبي(ص) حرص في تلك الخطبة على التأكيدعلى الصلاة من خلال تكراره لمفهوم السجود وأهميته عندما قال:"وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخففوا عنها بطول سجودكم".

كما تحدث الدكتور في أهمية مفهوم التطوع بصلاة مستحبة، إضافة إلى الفرائض التي ضاعَفَ سبحانه وتعالى من أجرها في الشهر الفضيل تأكيداً منه على رحمته ورأفته وحبه لعباده وإصراره على الأخذ بيدهم إلى طريق النجاح والنجاة والفوز بالجنة نتيجة لرحمته التي وسعت كل شيء.

هذه الرحمة الإلهية التي خص بها عباده في الشهر الفضيل خاصة، شملت تلاوة القرآن الكريم أيضاً، بقوله:"ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور"، الأمر الذي يدل على صفة الكرم العظيمة التي يتفضل بها الله سبحانه وتعالى على عباده في هذه الفرصة الزمنية المباركة، من هنا أكد الدكتور على ضرورة الانتباه أثناء تلاوة القرآن الكريم إلى تلاوة التدبر في الآيات والمفاهيم والقصص والأحداث الواردة في القرآن والابتعاد الحتمي عن تلاوة اللقلقة التي لا تعبر عن فهم عميق لمضمون الآيات والتأمل في المعاني المتعالية الواردة في القرآن الكريم.

بعد ذلك مرَّ الدكتور على بعض الأدعية والأعمال المستحبة في الشهر الفضيل الواردة في الروايات مؤكداً على الدعاء في أوقات الصلاة وما لها من ثواب خاص وما تمثله من كنوز يتفرد بها مذهبنا عن كل المذاهب الأخرى.

بعدها تحدث الدكتور عن بعض الأعمال ذات الاستحباب الأكيد، من إفطار الصائم ولو بالقليل وتحسين الأخلاق والإحسان الى الآخرين وصلة الرحم وحفظ اللسان والبصر عن المحرمات. وفي نهاية اللقاء قدم الدكتور بعض الروايات والأحاديث المتعلقة بفضل شهر رمضان وأهميته وحسن الثواب فيه للعاملين والأجر العظيم الذي ادخره الله سبحانه وتعالى للمؤمنين العاملين.

بعد ذلك فتح المجال أمام أسئلة الحضور فاعتبر الدكتور أنه من الجيد أن يحمل المؤمن كتيباً لتفسير القرآن لمراجعته والتزود منه وقت الحاجة نظراً للتقصير الواضح في موضوع التفسير، في محاولة لسد هذه الثغرة مشيراً إلى بعض المحاولات القائمة في هذا المجال على صعيد البحرين وبعض الدول الإسلامية.

التسجيل الكامل للفعالية

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى