البرنامج الأسبوعي

العمامة والصولجان .. فقهاء البحرين والعمل مع السلطان

تحت عنوان: "العمامة والصولجان .. فقهاء البحرين والعمل مع السلطان"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم السبت المصادف لــ2025/03/08 ، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي"  والأستاذ "عباس المرشد".

في البداية افتتح الدكتور "سعيد الشهابي" الحديث ضمن فقرة "مفاهيم قرآنية"، فقام بتفسير الآيتين التاليتين:" وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ. وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا  وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ.

وهاتان الآيتان كانتا قد نزلتا بعد معركة أحد عندما شعر المؤمنون بالمرارة لعدم تحقيقهم النصر الذي حققوه في واقعة بدر. فاعتبر أن إعادة النظر في الحيثيات والإعداد والمنهجية والخطط لهو أمر ضروري بعد كل تجربة، في وقت تؤكد فيه هاتان الآيتان أن ما أصاب المؤمنين وقتها إنما هو بأمر من الله جل وعلا بهدف تعليم المسلمين وحثهم على إعادة قراءة الموقف في أمورهم، ومحاولة معالجة النقص والمشاكل.

بعد ذلك اعتلى الأستاذ "عباس المرشد" المنصة وافتتح حديثه بتفسير معنى كلمة صولجان ودلالاتها، واعتبر أن مسألة العمل مع السلطان في البحرين يرتبط بنظام الدولة معتبراً أن علماء البحرين كان لهم رأيهم الخاص وفلسفتهم المتمايزة في هذه المسألة التي تختلف عن الحواضر الشيعية الأخرى في إيران والعراق ولبنان وغيرها. فكان تميُّز المدرسة البحرينية عن غيرها، في كونها تعيش على الهامش لا في المركز نظراً لموقعها الجغرافي المختلف كجزيرة منفصلة يصعب التواصل معها.

وأكد الأستاذ أن هذه المدرسة تنتمي إلى الحديث وبالتالي فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأهل البيت(عليهم السلام)، ارتباط يتسم بعاطفة جياشة وعقيدة راسخة ما يجعل نتاج هذه المدرسة يتميز بالصبغة الحديثية والإخبارية. هذه المدرسة واجهت حالات اضطراب متراكمة ما أفقدها الحكومة المركزية والعلاقة التي تحكم المدرسة بالدولة.

وفي وقت يُجمَع فيه على أن الفكر الشيعي قائم على مسألة الإمامة لا الخلافة، وبالتالي فإن مشروعية الدولة مرتبطة بسلطة الإمام المعصوم. وتحدث الأستاذ عن الشيخ "ميثم البحراني" معتبراً أن الفترة التي عاش فيها هذا الشيخ الجليل كانت من أشد الفترات اضطراباً عندما كان يخدم في بلاط الجويني وكان مربياً لأبناء الأمراء، إلا أنه لم يكتب عن مسألة العلاقة مع السلطان مع أنه كتب حول نظرته للدولة بشكل عام.

من هنا فإنه كان ينتج فلسفة سياسية لا فقهاً سياسياً، فكان يعتبر أن مهمة الدولة هي إنتاج إنسان كامل ما يثبت تقدمه على علماء زمانه بشكل كبير. بعدها مرت فترة انقطاع عن هذه المسألة في البحرين إلى بداية علاقة جديدة من علاقة علماء البحرين مع السلطان في الحقبة الصفوية، حيث تولى علماء البحرين مناصب عالية في الدولة الصفوية وكان لهم تأثيرهم الكبير في إدارة شؤون الناس في إيران، مع أنه لم تكن علاقة فقهاء البحرين جيدة مع الولاة الصفويين الذين حكموا البحرين بشكل عام. وكان وقتها الفقيه بعزلة عن الحاكم أياً كان لأن الفقيه يدير شؤون مجتمع ومواطنين وفق مرجعية عليا يمثلها قاضي القضاة الذي يعين بنفسه قاضياً على كل قرية.

بعد ذلك كان هناك طفرة جديدة لعلماء البحرين في عملهم السياسي بعد تحول مشيخة الإسلام إلى الفقيه "محمد بن رجب الرويسي" وهو أول فقيه أقام صلاة الجمعة في البحرين. هنا أصبحت العلاقة متداخلة بين الفقيه والسلطان بعد أن كان لعلماء البحرين تأثير في إقناع الشاه الصفوي بقتال البرتغاليين وحكومة هرمز التي كانت مشرفة على البحرين. على إثر ذلك أصبحت الحكومة الراعية للبحرين حكومة شيعية عوضاً عن الحكومة البرتغالية، وحكومة هرمز السنية.

أما في تاريخ البحرين القريب فإن البلاد قد ابتليت بنظام غزو قاس جداً ما منع أي إمكانية لتعامل إيجابي بين الحاكم والفقيه لا بل افتقد تواجد الفقيه في هذه الحقبة الزمنية منذ بدايات الغزو الخليفي. من هنا عانى الفكر السياسي الفقهي البحراني من الجمود وعدم التطور والاستمرارية.

التسجيل الكامل للفعالية

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى