البرنامج الأسبوعي

يوم القدس العالمي

في أجواء شهر رمضان المبارك، وبمناسبة يوم القدس العالمي أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعةالمصادف لــ2025/03/28، بمشاركة الدكتور "سعيد الشهابي"والباحث والمفكر الإسلامي الدكتور "السيد محمد الحساني".

في البداية، وضمن فقرة "مفاهيم قرآنية" رحَّبَ الدكتور "سعيد الشهابي" بالحضور وافتتح حديثه بشرح آيات من سورة آل عمران حول معركة أحد وحيثياتها وتفاصيلها وجزئياتها. فاعتبر أن في تلك الآيات تشريحاً كاملاً للمعركة وأسبابها وحيثياتها، مؤكداً على المنهج القرآني في التعامل مع التراجع والإنكفاء في المعركة، والمشاعر التي تنتاب المسلمين في مراجعة للأحداث التي حصلت في تلك الواقعة .

ووقف الدكتور عند مفهوم الآية الشريفة التالية:"ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُفَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ"، فاعتبر أن الله جل وعلا أراد أن يمتحن المسلمين في أوقات الشدة والضعف والتراجع ليميز الخبيث من الطيب، وأن يثبت أقدام المؤمنين الحقيقيين الذين يصمدون على معتقداتهم وإيمانهم مهما تغيرت الظروف لأن ارتباطهم بالله لا تزعزعه حادثة ويغيره ظرف معيَّن.

واعتبر الدكتور أننا اليوم نعيش الحالة الأُحُدية في الأحداث التي تعاني منها المنطقة، وما ذلك إلا امتحان حقيقة الإيمان، والارتباط بالهدف الأسمى لتمييز الخبيث من الطيب داعياً إلى عدم الفشل في الإمتحان الإلهي الذي نتعرض له اليوم ومدى تفاعلنا مع الحق ومساندته ومدى كفرنا بالطاغوت ومحاربتنا له بشتى الوسائل.

بعد ذلك اعتلى الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور "السيد محمد الحساني" المنصة، واعتبر أن ما يجري اليوم على الساحتين الدولية والإقليمية،إنما هو مفصل تاريخي دقيق لأن الأمة تمر بأحداث مهمة تتحقق من خلالها عملية غربلة الناس بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل، امتثالاً لسنة إلهية ماضية إلى يوم القيامة.

واعتبر الدكتور أن فهم أهمية هذه الوقائع وكيفية التعامل معها من خلال التحليل الصحيح والقراءة الواعية يسمح للأمة تجاوز المخاطر وحلها ومواجهة الصعاب بالطريقة المثلى.

ودعا الدكتور إلى الابتعاد عن العقلية التسطيحية في تحليل الأمور وعن العقلية التجزيئية في وقت تتطلب فيه الحال التي نعيشها اليوم عقلية نسقية كلية في ظرف خاص جداً. واعتبر الدكتور أن القضية الفلسطينية اليوم هي أم القضايا حيث تتجلى فيها قضية صراع المستكبرين والمستضعفين، ما يحتِّم على كل واحد منا الرجوع إلى الذات و فحصها وسؤالها عن ماهية تموضعها في هذه المعركة ومدى فعاليتها.

كما دعا الدكتور إلى تحويل كل الأفكار التي تتبادر إلى أذهاننا في نصرة هذه القضية إلى فعل واقعي وإنجاز حقيقي بالدرجة الأولى، لما تمثله الأحداث من معركة وجودية بالنسبة لكلا الطرفين، وبالتالي فإن كل فرد في المجتمع يقف أمام نفسه وأمام واجب الوقوف مع المظلوم ضد الظالم بالطريقة التي يجيدها ويكون مؤثراً من خلالها وأن لا يكون عنصراً من عناصر التراخي والتراجع والإنحطاط والإنهزام، لا بل بالعكس أن يكون في موقف الثابت المدرك يقيناً بأن ما يحصل ليس إلا جولة قد تطول وتملؤها التحديات لكن راية الحق سترتفع في نهاية المطاف بإذن الله سبحانه وتعالى.

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى