البرنامج الأسبوعي

التوحيد

تحت عنوان: "التوحيـــد"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/04/04 ، بمشاركة الأستاذ "علي الفايز".

في البداية افتتح الأستاذ حديثه بتلاوة سورة الإخلاص المباركة، شارحاً مفهوم الكلمات الواردة في هذه السورة من الناحية اللغوية، معتبراً أن فهم مبدأ التوحيد هو المسألة الإبتلائية الأولى في حياة الإنسان سواء كان موحداً أو غير ذلك. وأكد أن مسألة التوحيد هي برنامج يصلح أو يفسد الإنسان في الدنيا والآخرة والتوحيد هو مسألة لا يقلّد فيها الإنسان على غرار أصول الدين الأخرى، كالعدل والنبوة والإمامة والمعاد وأصول الدين أيضا مترابطة ببعضها البعض .

كما أن كمال الله سبحانه وتعالى يتطلب العدل، ومقتضى العدالة يتطلب حكماً وجود رسول يخبر بوجود الله وبوحدانيته وبرسالته إضافة إلى منصب الإمامة وهو أعلى المناصب التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للإنسان من النبي إبراهيم(عليه السلام) أولاً بقوله:" إني جاعلك للناس إماماً"، أي قائداً يرجع إليه الناس لمعرفة الصح والخطأ ولإدارة شؤونهم .

واعتبر الأستاذ أن القوة هي ذات الله سبحانه وتعالى والتوحيد الأفعالي يعني أن كل وجود وكل حركة وكل فعل في العالم يعود إلى ذاته المقدسة وأن الإنسان بحد ذاته لا يستطيع فعل شيء دون إرادة الله(جل وعلا) بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يفيض القوة والقدرة والرزق والمعرفة والعلم وأن هذه الإفاضة هي بقدر وعاء الإنسان بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يفيض على الإنسان بقدر قدرة تحمل هذا الإنسان.

وقسَّم الأستاذ"علي الفايز" توحيد الأفعال إلى أقسام منها: توحيد الخالقية، توحيد الربوبية، توحيد المالكية، توحيد الحاكمية، وتوحيد الطاعة، وحث الحضور على ضرورة المحاسبة اليومية للذات والنفس وهذه المحاسبة تجعل الإنسان أقرب إلى الله سبحانه وتعالى وبالتالي تجعل الإنسان قادر على الاستمرار في مسيرة الكمال. والكمال هو في ذات الإنسان وذات هذا الإنسان كلما كانت كاملة كلما كان سلوكه أكثر جمالاً على مبدأ:"كل إناء بالذي فيه ينضح "، فكلما كانت ذات هذا الإنسان عبارة عن إناء طاهر نظيف كامل كلما انعكست تلك الطهارة في سلوكه وعمله وأخلاقه وحركته وفعله ونظرته.

وأكد الأستاذ أن رسول الله(ص) وصل إلى هذه الحالة من الكمال فهذا الضد يشهد على الضد الآخر، لأن حالة الكمال متجلية وواضحة كعين الشمس كواقع متجلٍّ، فكلما كان الإنسان موحدا عارفا بالله سبحانه وتعالى كلما كان أكثر عدالة يعني كلما كان مرتبطاً بالنبي(ص) وهو الكامل من البشر وما الارتباط برسول الله(ص) إلا مسار للارتباط بالله سبحانه وتعالى. وبالتالي فإن القرب من الله(جل وعلا)يستوجب القرب من رسول الله(ص). بناء على هذا المنطق يأتي تعبير أحدهم حول الرسول(ص) في لحظة نزاعه بقوله:"إنه ليهجر"، يأتي هذا التعبير بحد ذاتها ليثبت ما يثبته على هذا الرجل ومقدار ما وصل إليه من النفاق لمنافاته قول الله سبحانه وتعالى عن الرسول:"وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ".

وأكد الأستاذ "الفايز" أن في هذا التعبير تنكر صريح لآية واضحة من آيات القرآن. وبالتالي فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وآله هي في مسار القرب إلى الله جل وعلا يستحيل أن ينتج عنها هذا البغض وهذا السلوك وبالتالي هذا ميزان مهم جداً في عملية التوحيد فيستحيل أن تكون موحداً وفيك ذرة من بغض أو حقد أو ابتعاد أو كره أو محاولة للنيل من رسول الله صلى الله عليه وآله أو من أحد أنبيائه.
وفي مسألة الإمامة أيضاً فإن الله سبحانه خلق البشرية على أساس التكامل ولأن الله(جل وعلا) جعل يوم القيامة على مبدأ الحساب والثواب والعقاب، استوجب ذلك قائداً يهتدي به الناس وبالتالي ينتفي التنكر لمسألة وضرورة الإمامة أو التنكر إلى قول الإمام أو فعل الإمام أو أمر الإمام، لأن التنكر لذلك منطقاً هو تنكر للوحدانية الإلهية وتنكر للطريق الذي رسمه الله سبحانه وتعالى ويعتبر ذلك علامة من علامات النفاق، وهذا ما حدث في السقيفة.

التسجيل الكامل للفعالية

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى