البرنامج الأسبوعي

التميز في فكر الشهيد الصدر

بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد السيد "محمد باقر الصدر"(رض) وتحت عنوان: "التميز في فكر الشهيد الصدر"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعة المصادف لــ2025/04/11 ، بمشاركة الدكتور "حسن السهلاوي".
بعد تلاوة آيات بينات من كتاب الله المجيد وتعريف الأمسية، اعتلى الدكتور "السهلاوي" المنصة مرحباً بالحضور ومفتتحاً حديثه بالتأكيد على أن هذه المناسبة وغيرها من المناسبات الأليمة يجب أن يتم التوجه اليها بهدف أخذ الدروس والعبر، خاصة وأن الشهيد الصدر(رض) رحل عن هذه الدنيا عن عمر ناهز الخمسة والأربعين سنة ما يعتبر عمراً قليلاً بالنسبة لشخصية كانت في أوج عطاءاتها من خلال نتاجه العلمي البارز والمتميز، كَمّاً ونوعاً.

وكانت من أول إنتاجاته كتاب "فدك في التاريخ" الذي يقال أنه من الأعمال التي يعتز بها السيد الشهيد(رض) إضافة إلى كتيبات قصيرة منها كتاب :"بحث حول المهدي(عج) " و"بحث حول الولاية" وغيرها التي تعتبر كتباً موجهة للعامة من الناس، سهلة الفهم مع أنها عميقة المضمون. إلا أن أبرز ما كتبه السيد الشهيد(رض) من أمهات كتبه كان كتاب "فلسفتنا" وكتاب "اقتصادنا" الذين كتبهما في مرحلة سياسية واقتصادية حساسة جداً كانت تتمثل بوصول الشيوعية والرأسمالية العالميتين إلى أوج قدرتهما في تلك الحقبة فما كان منه إلا أن كتب هذين الكتابين عارضاً فيهما وجهة النظر الإسلامية في الفلسفة والاقتصاد، وكانا بمثابة استجابة للظروف السياسية والاجتماعية والفكرية المحيطة آنذاك.

وجهة النظر هذه التي تختلف اختلافاً جذرياً عن وجهة النظر الشرقية والغربية. كما تطرأ الدكتور "السهلاوي" إلى الطريقة العملية التي كان الشهيد الصدر(رض) يعتمدها في التأكد من صحة مضامين كتبه ومؤلفاته من خلال استشارة أصحاب التخصصات التي قام على أساسها بوضع الرأي الديني ببعض المسائل منها الأمور المصرفية مثلاً. ومن أهم الكتب التي ألفها سماحته كانت "الفتاوى الواضحة" التي كتبت بشكل متقن وسلس وبسيط يمكن لأي إنسان أن يفهم محتواها حتى ولو لم يكن قارئاً للكتب ما يسمح بالاستفادة منه في الأمور الدينية وحل الابتلاءات العملية بشكل مبسط.

واعتبر الدكتور أن كتابات الشهيد السيد محمد باقر الصدر(رض) تدل على أن هذا الرجل كان قد نذر نفسه وحياته للإسلام بحيث أنه لا يوجد مؤلف من مؤلفاته إلا وكان جواباً لحاجة من حاجات الإسلام وتعبئة لفراغ وجده في المجتمع الإسلامي، وبالتالي فإنه نذر نفسه وفكره وعقله لتثقيف المجتمع الإسلامي وإعلاء شأنه، وكانت مساهماته الفكرية منارة اهتدى بها الكثيرون من أبناء حقبته الزمنية وما بعدها.

وأكد الدكتور على أن الشهيد السيد الصدر (رض) كان إنساناً مميزاً منذ نعومة أظافره وهذا ما نقله عنه زملاؤه على مقاعد الدراسة الابتدائية، حين برز نبوغه العلمي، إضافة إلى محاولته تكييف روحه وجسده مع كافة الظروف البيئية والمناخية والاجتماعية المحيطة لترويضهما في خدمة التحصيل العلمي والكتابة والتأليف والتدريس منعاً لأي تأثير سلبي قد يطرأ على مسيرته العلمية لأسباب دنيوية حسية، فكان يقضي ساعات طوال في البحث والتحصيل والقراءة والتأليف والتحليل فكان ما كان منه من شخصية خالدة في الإرث العلمي الشيعي والإسلامي والإنساني.

بعد ذلك فتح المجال أمام طرح الأسئلة والمداخلات أكد فيها الحضور على الشخصية العظيمة للإمام السيد الشهيد(رض) وتأثر علماء البحرين البارزين به، ودراستهم في كنفه ومحاولتهم التتلمذ على يديه، إضافة إلى بعض الإشارات التي دلت على أبوة السيد الشهيد(رض) للمذهب الشيعي من خلال بعض الأحداث السياسية الخاصة التي حصلت في ذلك الزمان، إضافة إلى عملية التجديد التي قادها في الحوزة العلمية.

التسجيل الكامل للفعالية

صور للفعالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى