
حمزة سيد الشهداء .. والسفياني
تحت عنوان: "حمزة سيد الشهداء ... والسفياني"، أقامت مؤسسة دار الحكمة في لندن أمسيتها الأسبوعية مساء يوم الجمعةالمصادف لــ2025/04/18 ، بمشاركة الدكتور "أحمد حسين".
بعد تعريف الأمسية من قبل الأستاذ "عباس المرشد" اعتلى الدكتور "أحمد حسين" المنصة مفتتحاً حديثه بتلاوة الآية الكريمة:"إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَٰغࣰا لِّقَوۡمٍ عَٰبِدِينَ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَٰلَمِينَ"، معتبراً أن كل ما يتعلق بالرسول الأكرم محمد(ص) هو رحمة للعالمين، وما كان أهل بيته وأصحابه من عبد المطلب إلى الحمزة وأبو طالب وخديجة عليهم السلام وغيرهم إلا فريق عمله في رسالته المباركة، مؤكداً أن القرابة الجينية البيولوجية من رسول الله(ص) ليست أمراً وازناً في تحليل القرب من الرسالة أو الدين أو الله جل وعلا، والإثبات على ذلك قوله تعالى للنبي نوح(ع) أن ابنه ليس من أهله، وقوله عن عم النبي(ص):"تبت يدا أبي لهب وتب"، وغيرها من الآيات التي تثبت صحة هذا القول. بناء على ذلك عرَّج الدكتور "أحمد حسين" على موضوع الحمزة في مكة مع بداية الإسلام، عندما قام أبو جهل بالتعدي على النبي(ص) وسبه له في المجالس العامة، فتفرد الحمزة باحترامه الخاص للرسول(ص) وتفانيه في نصرته حتى ولو على حساب مصلحته الخاصة.
كما روى الدكتور الأحداث التي جرت في يوم بدر ودور الحمزة فيها مقارناً كيف برز أهل الإيمان الى الكفر ومآثر الحمزة في تلك الواقعة وتأثير ذلك على الأحداث والتاريخ الإسلامي بشكل عام. كما شرح الدكتور ماحصل في معركة أحد ومحاولة المنافقين اغتيال النبي(ص) في العقبة بعد معركة تبوك مفصلاً هذا الاقتتال بين الشجرة الطيبة المتمثلة بالنبي(ص) وأهل بيته وأصحابه(عليهم السلام) ضد الشجرة الملعونة المتمثلة بالمنافقين في كل زمان ومكان وعلى مر التاريخ حتى ظهور الإمام المهدي(عج) ومحاربة السفياني له كما جاء في الروايات مؤكداً أن هذا القتال إنما هو امتداد لاقتتال الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة ذاته.
كما استعاد الدكتور ما فعلته "هند بنت عتبة" بالحمزة بعد معركة أحد وكيف قامت بالتمثيل بجثمانه واستخراج كبده ومحاولتها أكله لكنها لم تستطع لذلك سبيلاً، فلما بلغ النبي الأمر نفى أن تكون قد أكلت شيئاً من كبد الحمزة قائلاً بأن الله حرم على النار أن تلتهم أي جزء من بدن الحمزة وهذه من الكرامات التي لم يحصل عليها إلا القلة الخواص المرتبطين بالنبي(ص) وبالإيمان الأصيل. كما نقل الدكتور روايات حول مآثر الحمزة تؤكد أنه خير الشهداء وأحبهم إلى الله، جاء ذلك على لسان النبي محمد(ص).
بعد ذلك فتح المجال أمام أسئلة ومداخلات الحضور فأكدت المداخلات على الدور المهم الذي لعبه الحمزة في التاريخ الإسلامي وأقله أنه كان يلقب بـ"أسد الله" إضافة إلى التأكيد على كرامات أعطاها الله جل وعلا للحمزة بعد شهادته من خلال حفظ جثمانه وظهر ذلك في الحفريات التي أقيمت في مكان دفنه مع شهداء آخرين بعد أكثر من أربع عشرة قرناً من الزمن .
وفي جوابه على أحد الأسئلة أكد الدكتور "أحمد حسين" أننا يجب أن نكون على قدر المسؤولية في التحليل التكتيكي والاستراتيجي لأن بشائر السفياني موجودة في أحداث الأردن وسوريا في وقت تكالبت فيه محاولات تحريف الدين ولصق الإسلام بالإرهاب وهو براء منه.
وأكد الدكتور أن ما نراه اليوم من وحشية الشجرة الملعونة بحق المؤمنين وبحق رسالة النبي الأكرم(ص) فاق كل تصور وكل إمعان في تحريف الحقائق الإنسانية، موضحاً هيكلية الإرهاب الحالية التي نشهدها في منطقة الشرق الأوسط من تخطيط أجنبي استعماري، وتمويل عربي خليجي، وقوة بشرية تنفيذية عربية تدعي الإسلام وفتاوى كاذبة يعتمدون عليها للإمعان في شرعنة القتل غير المشروع الذي نشهده في الآونة الأخيرة.